الثلاثاء، 12 مارس 2013

هذا ما نحتاج اليه... قانون مكافحة الكراهية



أقول مكافحة لان الكراهية مثل حشرة الارضة اذا دخلت في مجتمع نخرته بشتى الوسائل والطرق لعل أهمها الطائفية.
بعد انتصار الحلفاء على الرايخ الثالث في الحرب العالمية الثانية صدرت سلسلة قوانين منها حضر الحزب النازي الألماني (والى اليوم) وهو قانون شبيه الى حد ما بقانون اجتثاث البعث المطبق في العراق، وقانون العداء الى السامية[1] كي لا تعاد تجربة حرق اليهود كما فعل هتلر في الهولوكوست والذي يشكك فيه كل من يعادي المعسكر الغربي اليوم، وفي بلد ديموقراطي مثل النمسا فاز في الانتخابات رجل يدعى هايدر وبعد تنصيبه كرئيس وزراء للنمسا تبين انه نازي الأفكار، تم الغاء نتائج الانتخابات وتم طرده، وفعلا قام هذا الرجل بزيارة صدام حسين خلال سنوات الحصار ليعلن تاييده لصدام.[2] ثم مات هذا الرجل يحادث سيارة قيل انه مفتعل.



عندما يشعر المجتمع الحر ان الديموقراطية جلبت بالخطأ افعى الى السلطة يتم فورا ايقاف آلياتها والعودة الى حماية المجتمع بطرق اقصائية حادة كما حصل في النمسا.
مشكلة العراق انه بلا قانون، حتى قانون المرور معطل منذ 2003. [3]
نعود الى لب الموضوع، ففي حلقتين حواريتين اجريتا معي الأولى على قناة الحرة عراق وكنت وقتها ضيفا على الإعلامي فلاح الذهبي وكانت بمناسبة عيد الحب، والثانية في قناة العراقية وأيضا كانت عن أسبوع الحب الذي اطلقته قناة العراقية الممولة من الدولة اقترحت تشريع قانون حاد وصارم يسمى قانون مكافحة الكراهية، شبيه بقانون معادة السامية واجتثاث النازية الحزب الاشتراكي الذي جلب عبر الديموقراطية، هتلر الى سدة السلطة، هنا اريد ان أثبت بعض الأفكار التي قصدتها من وراء هذا القانون، هنالك آلية في الكومبيوتر تمنع مرور بعض الكلمات التي لا ترغب انت بظهورها في عدد من البرامج ومحركات البحث في الانترنت، انها نوع من مرشح (فلتر) للكلمات والمواقع التي تعتقد انها تسيء اليك او لعائلتك، نحن نحتاج الى هذه الفلترة في خطابات السياسيين والقادة المجتمعيين الذين يريدون السيطرة على الشباب الثائر بالتأثير الجمعي لا بالوعي الفردي، فترى القائد هذا يكثر من كلمات (ناصبي، رافضي، شروكي ... الخ) من هذه الكلمات، او يشكّل جمل توحي بالطائفية مثل (بغداد النا وما ننطيها) او (قادمون يا بغداد) او ان يقول ان (السنة اكثر من الشيعة) او (الشيعة اكثر من السنة) او (المسيحيون هم سكان العراق الاوائل) او (المناداة بالقومية العربية) على حساب باقي قوميات الشعب العراقي الأخرى وغير ذلك من التركيبات اللغوية التي من شأنها تأجيج الفتنة الطائفية التي اذا اشتعلت اليوم فلا توجد أمريكا بجيوشها لتوقفها كما حصل عام 2006 وما بعدها، ويجب ان يكون القانون قاسي العقوبة، كأن تكون العقوبة سجن لمدة عام كامل وغرامة مالية عالية لكل من يستخدم مثل هذه العبارات التحريضية في خطاب سياسي او اجتماع عشائري او في مواقع التواصل الاجتماعي او القنوات الإعلامية الاخرى، ويكون هذا القانون بديلا لقانون 4 إرهاب ومن خلاله يتم القضاء على أصوات مروجي الفتن الطائفية من كل الأديان والطوائف، فمتى نرى ولادة مثل هذا القانون، اقصد قانون معاداة العراق وقانون اجتثاث النازية الكامنة في نفوس الكثير من دعاة عودة أيام النظام السابق.




[1] -  تعني عبارة "معاداة السامية" أفكارا مسبقة معادية وكرها لليهود. والهولوكوست (المحرقة) إبادة تحت مظلة الدولة وقتل ليهود اوربا من قبل المانيا النازية ومعاونيها في الفترة ما بين 1933 و 1945 وهي اقصى مثال لمعادة السامية عبر التاريخ كان الصحفي الألماني "ولهم مار" اول من استخدم مصطلح معاداة السامية عام 1879 للإشارة الى بغض اليهود من قبل الاخرين. (المصدر موقع الهولوكوست الالكتروني).
[2] -  يورج هايدر، ولد في 25 يناير عام 1950 وتوفي 11 أكتوبر عام 2008 وهو سياسي نمساوي وكان حاكم ولاية كيرنتن ورئيس حزب التحالف من اجل مستقبل النمسا وكان قبلها زعيم حزب الحرية اليميني المتشدد قبل ان يتنحى عن زعامة الحزب عام 2000 نتيجة للضغوط الدولية وان كان احد ابرز الوجوه فيها، قبل ان يطرد من قبل زعيمها هيلمر كاباس ويؤسس حزبه الجديد في ابريل عام 2005.
وقد اثار جدلا واسعا داخل النمسا وخارجها بسبب استفزازه "بتمجيد الحقبة النازية" فقد انتقدت الخارجية الامريكية هايدر تلك التعليقات والتي تفسر حسب قولهم-بانها تنم عن كراهية الأجانب او معاداة السامية.
قتل بحادث سيارة بتاريخ 11 أكتوبر 2008 بعد قيادة الحزب بالانتخابات النيابية النمساوية. (نقلا عن ويكيبيديا).

[3] - في العراق الغالبية يقودون سيارتهم بلا اجازات مرور، والغالبية يخالف الإشارة الضوئية ويسير بلا حزام امان وهنالك القانون المروري العجيب الذي يسمح باستيراد سيارة حديثة مصنعة في السنتين الأخيرتين فتدخل سيارات رخيصة صينة وايرانية المنشأ ويمنع مثلا استيراد سيارة مرسيدس او بي ام دبليو او أي سيارة أمريكية فاخرة مر على تاريخ تصنيعها اربع او خمس سنوات مثلا، العراق بلد العجائب والغرائب.


هناك 3 تعليقات:

  1. احسنت استاذ حامد الأنسان الطيب الغيور الواعي..ولن تكتمل الصورة مالم يت تشريع قانون بمحاسبة كل من يشتم العرب ويشتم المسلمين...والسامية تشمل العرب فلماذا سب العرب مسموح ؟؟بينما سب اليهود ممنوع ؟؟

    ردحذف
  2. احسنت استاذ حامد الأنسان الطيب الغيور الواعي..ولن تكتمل الصورة مالم يتم تشريع قانون بمحاسبة كل من يسب العرب ويسب المسلمين.لأننا ولدنا عربا ومسلمين بلا خيار منا ونفتخر به ولا يحق لغيرنا عدم احترامنا ابدا..والسامية تشمل العرب فلماذا سب العرب مسموح ؟؟بينما سب اليهود ممنوع ؟؟

    ردحذف
  3. ( قانون معادة السامية واجتثاث النازية الحزب الاشتراكي الذي جلب عبر الديموقراطية، هتلر الى سدة السلطة، )!!؟؟هناك جيش الكتروني تم تجهيزه لتشويه سمعة العرب وسبهم وشتمهم وتحقيرهم بواسطة جمل مكتوبة بلسان العرب !! مثل مقولة ( الفرق بين العرب والغرب هو نقطة واحدة فقط ) ثم يبدأ بمدح الغرب وتحقير العرب بكلمات منقوطة وغير منقوطة سخيفة وتافهة جدا!!! ومثل مقولة الأقغاني ( يا أمة قد ضحكت من جهلها الأمم ) !!! او مثل ( وجدت اسلاما في الغرب بلا مسلمين ) وغيرها من الجمل التي تؤدي الى نزع الثقة بالأمة واحتقار الذات

    ردحذف

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...