الخميس، 23 فبراير 2012

وهذه ايضا ستمر...

وهذه ايضا ستمر... سيشيّع الموتى الى قبورهم المنسية، ستأتي البلدية الفاسدة وتكنس الدم وبقايا الاشلاء، ترميها في مقالع النفايات، تحرقها هي الاخرى، ستُنصب السرادق، سرادق العزاء، ستبكي النساء والاطفال كادُودَهم الذي خرج ولم يعد، سيندبُ الأب حظه العاثر الذي جعل ولده يرحل قبله، المنطق ان يرحل الاباء قبل الابناء الا في العراق، الابناء يفجعون الاباء، الجد-الاب سيلم احفاده حوله مثل خيمة متهرئة، سيحاول ان يكون مكان ولده لكن ذاكرة رائحة الدم في عقول الاطفال تحول دون ذلك... لكن الجيد في الامر ان هذه ايضا ستمر... سيجتمع الساسة من جديد، سيستنكرون ما حصل هل لديهم غير هذا؟ والمحطات الفضائية ستذكر اعداد الموتى والجرحى معا، فالجرحى موتى مؤجلون في بلدي، لكن لايهم، هذه ايضا ستمر مادامت السيارات المصفحة الفارهة تقطع الطريق الرئاسي كل يوم عابرة على جسور ضلوعنا الطريق الى المنطقة الآمنة الخضراء او العوراء لافرق، مادام كل شي ينتهي بابتسامات امام كاميرات الصحفيين والكل يفضح بالكل، لصوص يهربون بجنسياتهم مزدوجة الاوطان... قتلة يهربون الى الاقاليم مزدوجة الولاء، وكل شي يدعو الى الاطمئنان لان هذه ايضا ستمر، لا يبقى في نهاية المشهد سوى بركة من الدم تمتزج بدموع واحلام من مروا من هنا بالصدفة ذات صباح شباطي بارد من عام 2012.. وهذه ايضا ستمر... ستمر... ستمر.. لكن من يرشي عينيّ كي تكفان عن البكاء والتحديق في الظلام؟

هناك تعليقان (2):

  1. مبدع الأستاذ حامد المالكي كلمات فوق الرائعه والتي تجسد واقع حقيقي وهو فقط في العراق أو الأن أيضا تمر به البلدان العربيه لكن ليس كمثل العراقيين

    ردحذف
  2. جميلة جداً..مشاعر عراقية ملونه بدماء الابرياء التي لا صوت لها
    حييت

    ردحذف

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...