الجمعة، 9 ديسمبر 2011

هل نسيتم كل هذا؟؟ انتم...


من ذاكرة حامد المالكي

للمدن الملقاة على كاهلي، للازقة المليئة بالندوب، للشوارع المتاخمة للفجيعة، للبيوت التي تستحم بثياب الحداد، للذهول مرسوما على وجوه الاطفال، لخيوط الانتظار تحوكها الامهات وعيونهن شاخصة على الابواب، لابواب لاتفتح الا للزائرين فجرا بسلاسل الاعتقال، للنوافذ اتعبها التحديق بالغرباء، للغرباء يحثون الخطى صوب كراج النهضة، يحملون على ظهورهم حقائب الحرب والواداعات، لابي الذي مات متسمرا قرب مذياعه الصغير، ينتظر ان يسمع نهاية الحرب، او نهاية النهايات، لامي المسكينة، تعجن روحها بالدقيق كي تطعمنا مايبقينا على قيد حرب اخرى، لمعلمي في المدرسة، يطلق الرصاص صباحات الخميس كي يعلمنا ان لانفزع ونحن نقايض كتبنا بالبنادق وسريرنا الدافئ بالخنادق، واحلامنا الصغيرة بطاعة العريف الامي، ينشد امامنا كحمار مهذب
احنا مشينا مشينا مشينا
للحرب
عاشك يدافع من اجل محبوبته
محبوبته
واحنا مشينا للحرب
يضحك من خلفي خالد الطويل:"عريفنا والماعنده حبيبة ترجعوه لاهله؟
يرجع الواحد منا بصندوق خشبي متهرء فوق سطح سيارة اجرة متهالكة يقودها سائق مخمور وجندي فرح بنقل الميت من اجل يومين اجازة يقضيها مع زوجته قبل ان تخونه، والتابوت مطلي بلون العلم والنجوم الثلاث تحدق في السماء بالطريق الى النجف وبعد ساعات سيسدل الرمل على كومة احلام وام تتكور كل جمعة قرب القبر تنثر ماء الورد وتغسل الرخام الذي سرعان ما ستاكله املاح الارض هناك، الاملاح او النواح... هل نسيتم كل هذا؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...