السبت، 22 أكتوبر 2011

المسلسلات العراقية ولغة العنف

نقلا عن موقع كتابات في الميزان
 أثارني المشهد الذي رأيته في احد المستشفيات وفي قسم الطواري تحديدا عندما شاهدت عدد من الرجال يتلاطمون بالأكتاف بلا شعور لشدة الموقف فدفعني الفضول وأخذت انظر ذات اليمين وذات الشمال لعلي أجد من أساله فوقع نظري على  احد الرجال المكلفين لحماية المستشفى أخذت
 
 ادنوا منه بحذر كي لا يدهسني  احدهم(بسديته)  فسألته عن سبب هذا الزخم فأجابني انه حادث راح ضحيته شاب وحين سمع والده بالخبر توفي في الحال فطأطأت رأسي مؤقتا مع علمي اني بمخالفتي الشعار الذي يقول ارفع راسك أنت عراقي  وعندما شاهدني الرجل وأنا في هذه الحالة من اليأس قال لي (خالي انت شنو شايف)، أنا عند بداية دخولي لهذا السلك رأيت العجائب والغرائب من جرائم القتل اما الآن فلست أعير أهميه لمثل هذه المناظر فهي صارت عندي (زلاطه) فقد مات قلبي، أكتب هذه السطور وأنا أشاهد النهج الذي اتخذته بعض الفضائيات  بعرض المسلسلات الدموية الهدف منها موت قلوبنا مثلما مات قلب صاحبنا  فعلى سبيل المثال طرحت علينا قناة الشرقية مسلسل أبو طبر في شهر رمضان شهر الفضيلة والمحبة، شهر الله الأبيض  لتقدم لنا دما وساطورا يضعه الصائم عند مائدة  الإفطار لفتح شهيته وكأننا من مجتمع أكلي لحوم البشر  ولا ادري ماعلاقة ساطور أبو طبر وجرائمه  بهذا الشهر الكريم  وكل هذا وذاك كتب المخرج في خاتمة سطور الحلقة الاخيره (انتظرونا في أبو طبر جديد) وكأن جعبة المؤلفين خلت من روح الثقافة والوعي والإعمال التي تبث روح التسامح  و وصار العنف شغلهم الشاغل  متناسيين ان مجتمعنا تسوده التقاليد الجميلة التي تصدت للفتن في فترة قياسيه بالنسبة لباقي شعوب العالم ، هل يريد المؤلفين ان يثقفوا أجيالنا  على ساطور ابو طبر و(تفكة ) الشيخ حازم في مسلسل (وكر الذيب) أم إنهم لا يستطيعون نسيان شعار القلم والبندقية فوهة واحده والمعروف لدى الجميع ان المريض المثخن بالجراح عندما يستفيق من مادة البنج المخدرة يرى حوله الطبيب وملائكة الرحمة وهم يرتدون الزي الأبيض لبعث الطمأنينة في نفسه فالمشاهد العراقي يعاني من الكبت النفسي في هذه الظروف وهنا أقدم شكري وتقديري لبعض الفضائيات التي تقدم البرامج الكوميدية والبرامج الجادة الهادفة مساهمة منها في رسم الابتسامة على شفاه العراقيين وأيتامهم  بعيدا عن السواطير والتفك ونتمنى من القنوات التي تدعي عراقية الانتماء ان تحذوا حذو هذه القنوات  الترفيهية لان( البينه مكفينه )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...