الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

ابوطبر واسئلة حامد المالكي..

عبد العليم البناء

لعل مسلسل «ابو طبر» للكاتب حامد المالكي هو  المسلسل العراقي الاول الذي يثير مثل هذا الجدل الواسع الذي انتقل من ردود الافعال لمتلقين عاديين الى ردود افعال مستنيرة جاءت على لسان مثقفين من مختلف صنوف الثقافة المسموعة والمقروءة والتي تجاوزت اكثر من خمسة وسبعين مقالا عن هذا  المسلسل  التي احصاها الكاتب المالكي ومن بينها اكثر من مقالين للشاعرة بلقيس حسنو مقالين للصحفي حسن عبد الحميد، ومقالا للكاتب جاسم المطير والذي نشره في اربع حلقات في في جريدة»طريق الشعب «..
وان كانت الكتابات التي قدمها هؤلاء وغيرهم ، تحمل الرأي الذي لم ير الامور والمعالجات التي تناولها المسلسل دراميا رؤية سلبية بل ايجابية وموضوعية ..






وعلى الجانب الاخر فقد انتقد المسلسل اخرون يبدو ان حامد المالكي يعرفهم جيدا ففي رده على مقال نشره الاديب احمد هاشم في جريدة العالم ، يطلب منه ان يسأل عماذا كان يشغله هؤلاء المنتقدون من مناصب في حكومة صدام و مطالبا اياه بأن لا يتغافل عن اراء جمهور المسلسل وانطباعاتهم على صفحات الفيس بوك،وكم صفحة وكروب أنشئ لهذا المسلسل، التي هي اصوات النجاح – بلاشك - التي لا يحبها العراقي لأخيه كمايرى المالكي ايضا.
وانني لاتفق معه تماما  حول ماورد في مقال مهم كتبه الشاعر عبد الرزاق الربيعي الذي فهم اللعبة الموجودة في النص وبيّن» ان ماشاهدناه ليس قصة حياة ابو طبر الحقيقي بل ابو طبر الخيالي الذي صنعه حامد المالكي فهو يفهم ان دور الدرامي هو ليس إعادة التاريخ لانه في النهاية ليس بمؤرخ» ولهذا لاغرابة في ان  يقول المالكي : ان الكاتب « صانع فرجة تلفزيونية كما «اصيّح» في كل لقاء يجرى معي، ومن يريد ان يقرأ التاريخ فليشتري كتب التاريخ». ويستشهد المالكي اكثر بماورد على لسان الربيعي: «والواضح أن المالكي أراد أن يعطي لشخصية السفاح أبعادا درامية وصولا الى بناء شخصية البطل الإشكالي، وبذلك ابتعد عن الشخصية الأصلية ولم يبق منها سوى خطوط باهتة تحدثت عنها الوثائق، وقد أصاب بذلك، فنحن في النهاية لسنا أمام عمل تاريخي بل أمام حالة درامية استندت الى أحداث صنعتها شخصية واقعية»...
ولا يتوقف المالكي حامد عند هذه النقطة فيؤكد :» منذ اللحظة الاولى قررت ان لا اكتب عملا سياسيا لان الناس هنا في العراق ملوا الاعمال السياسية، انا اكتب عن الانسان، لا عن السياسة، مللت السياسة، كل اعمالي السابقة سياسية.....في هذا العمل قررت ان اكتب السياسة من خلال لسان الناس « ولايكتفي بذلك ليوصلنا الى مسألة حساسة يعاني منها النقد العراقي الاصيل حين يوجه هذا السؤال الى  احمدهاشم :» اريد ان اسالك سؤالا وبخجل: هل شاهدت كل حلقات المسلسل ام شاهدت مشاهد هنا وهناك وبنيت انطباعك؟
لقد وضع المالكي اصبعه على الجرح بهذا السؤال الذي يفضي الى حقائق مرة لان معظم الكتابات  لا تمثل سوى اراء وانطباعات سريعة ان لم تكن ذات قناعات واحكام جاهزة دون تمحيص او دراسة او تدقيق يفتح الطريق امام رؤية سليمة وفاحصة وكاشفة لمكامن القوة والضعف في هذا العمل او ذاك ..فكيف اذا كان هذا المسلسل يتعرض لمرحلة شهد فيها العراق والعراقيون مالم يشهدوه على مر تأريخهم الطويل ومعاناتهم من الطغاة الكبار والصغار على حد سواء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...