الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

في حوارمع الكاتب المبدع حامد المالكي:

في حوارمع الكاتب المبدع حامد المالكي:
بتاريخ : الإثنين 05-09-2011 05:09 مساء


                                                                                                         
حوار :عبد العليم البناء
لاتذكر الدراما العراقية الاويذكر اسم الكاتب المبدع حامد المالكي الذي استطاع ان يحفر اسمه بأحرف من ذهب في سماء الدراما اعراقية بل وحتى العربية وتميز عن غيره من الكتاب بتصديه لموضوعات حساسة وساخنة وذات افاق انسانية واجتماعية ولكنها بعيدة عن التسييس والفئوية والمصلحية والنفعية التي يلجألها البعض فهو لايكتب وفق اجندة المنتجين بل يكتب وفق ما يمليه عليه ضميره  وبشعور عال بالمسؤولية تجاه الوطن والشعب وهذا مابرز جليا في جميع اعماله التي نالت قصب السبق لا على صعيد حصد جوائز الابداع حسب بل وعلى صعيد تفاعل واعجاب الجماهير العريضة التي تماهت مع اعماله التي كانت على تماس مباشر معهاووجدت فيها محاكاة صادقة وحيوية لمعاناتها وتطلعاتها المشروعة  فضلا عن استحضاره للرموز والشخصيات الوطنية العراقية وتسليط الضوء على نضالاتها ومنجزاتها ومواقفها المختلفة بمعالجة درامية كانت دائما ترقى الى المستويات المتقدمة من الدرامات العربية هنا وهناك ومن اهم اعماله: سارة خاتون، ورسائل من رجل ميت، وفوبيا بغداد ،والسيدة، والدهانة،والرصافي، وغيرها وصولا الى مسلسله الاخير(ابو طبر) الذي اثار العديد من ردود الافعال، اخرج فلم انتهاك وكان من تاليفه وانتاجه واخراجه للمرة الاولى،وحاز على  جائزة الابداع الذهبية في مهرجان القاهرة الحادي عشر والجائزة الذهبية في السيناريو لنفس الفلم من مهرجان الرباط الدولي الثالث للسينماكما حصل منذ العام 2008 على لقب وجائزة افضل كاتب درامي عراقي وحتى العام الحالي عن سلسلة اعماله المتتالية وفي مقدمتها (الرصافي) وهو متنقل بين دمشق وعمان وبيروت وبغداد مواصلا كتاباته التي تهتم بتاريخ العراق الاجتماعي والسياسي والتي كان اخرها مسلسل (ابو طبر)..فكان معه هذا الحوار:



*

لنبدأ حوارنا من (ابو طبر) ماالذي دعاك لتناول هذه الشخصية المثيرة للجدل والتي عشنا رعبها وتداعياتها في مطلع سبعينيات القرن الماضي ..؟
-
كشف الغموض المثار حول هذه الشخصية، وانتهى البحث عنه وكتابة المسلسل في عامين ولم اصل الى حقيقة اكيدة، الان بعد عرض المسلسل تكشفت لي حقائق جديدة من قبل اناس ارسلوا لي الرسائل عبر البريد الالكتروني، هنالك شيء غامض سيعلن عنه بعد اكتمال البحث..
*
في هذا السياق .. كيف عالجت الحقائق التي انطوت عليها هذه الشخصية الاشكالية وما هي المصادر التي اعتمدتها في رسم خطوطها الدرامية وهل كان للخيال حصة  في سرد الاحداث؟
-
اعتمدت على المقابلات الشخصية مع ضباط التحقيق الكبار في السن، احدهم يعيش في بغداد والاخر يعيش في دمشق، كما اني استفدت اكبر استفادة من سائق احد الضباط (الرائد منذر) الحاج مهدي، كما استعنت بدراسة اجتماعية (رسالة ماجستير) لباحثة عراقية كبيرة ترفض ذكر اسمها الان، اضافة الى الخيال، الذي يعد العنصر الاساسي في كل عمل ابداعي ولا يمكن ان تستغني عنه ابدا،والخيال يشكل اكثر من سبعين بالمائة من العمل ..وهنا اريد ان اوضح ان الدراما شيء والتاريخ الملتزم بالحكاية بوثائقيتها شيء اخر، الدراما فرجة ممتعة وليست فيلم وثائقي يعرض في القنوات الوثائقية، بل حتى الفيلم الوثائقي فيه شيء من الخيال والا لما استطاع احد متابعته، من هنا بدأت الاشكاليات النقدية حول المسلسل، يريدون مني (خاصة ضباط الشرطة) ان اكتب العمل كما لو كان محاضرة في كلية الشرطة، كيف وانا سيد الخيال اكتب من سلطتي عليه..
*
و لكن البعض استبعد وجود اي بعد سياسي مصدره السلطة القائمة انذاك في خلق ودعم هذه الشخصية الاجرامية الاشكالية الى واجهة الاحداث للتعمية على توجهات السلطة البعثية واجندتها المرحلية؟
-
هذا البعض مأزوم بسقوط السلطة السابقة، (ابو طبر) في وثائق التحقيق مجرم سفاح تقليدي ولكن تمت تصفيات سياسية كثيرة في فترة ظهوره مستفيدة من ضبابية قصته والشائعات الكبيرة التي اطلقتها الدولة نفسها حوله، لقد قتل في تلك الايام والد البعثي سمير الشيخلي ومهندس الماني في الحارثية كان يدير مشروع اعماري كبير في بغداد، وجرائم اخرى اشار اليها المسلسل، ماذا يعني ان ينشر موضوع عن ابو طبر في افتتاحية جريدة الثورة السياسية، ولم ينشر في الجمهورية مثلا، ودلني على قصة جريمة غير جريمة ابو طبر الاولى نشرت في الصحافة العراقية ابان حكم البعث غير الجرائم التي تريد الدولة ان تنتشر بين المجتمع لاسباب لا اعرفها، ثم ان المجرم (حاتم) طلب من المحقق شخصيا الاتصال بصدام حسين او سعدون شاكر، هذا مثبت في ذاكرة المحقق، كما ان هنالك صلة صداقة اكيدة بين (حاتم )وسعدون شاكر، هنالك شيء ضبابي لم يكشف بعد...
*
وكيف وجدت المعادل الصوري الذي قدمه المخرج للمعادل الدرامي الذي صغته انت في سيناريو محبوك ومحسوب بدقة عرفت بها قياسا للكثير من الكتاب العراقيين و العرب ..في وقت اكدت فيه اكثر من مرة عدم قناعتك بوجود مخرجين عراقيين بالمستوى المطلوب ...؟
-
سامي الجنادي مخرج مهم، لم احب عمله في الشيخة ولم ارض ان يسند دور (الشيخة) بطلة المسلسل الى ممثلة سورية وهي المبدعة رنا الابيض، لكنه وفق في( ابو طبر) برغم المشاكل التي تعرض لها من قبل ادراة تنفيذ الانتاج التي استسهلت العمل واعتبرته عملا عراقيا عاديا، اضافة الى تقصير قناة البغدادية نفسها، لماذا لم تضع (دراماتورك) عراقي يشرف على الازياء والاكسسوار والديكور والقصة يرافق عملية الانتاج، لقد طلبت ادارة القناة الكريمة مني القيام بهذه المهمة كما قمت بها من قبل في مسلسل (السيدة) و(الدهانة) و(الحب والسلام) والاخيرمن  انتاج السومرية لكني للاسف كنت مرتبطا بعمل في بيروت فاعتذرت للقناة متوقعا ان تقوم باسناد المهمة الى خبير عراقي اخر، لكن كثرة انشغال القناة في الاعمال الدرامية الاخرى والتي كانت مميزة حقا مثل وكر الذيب، ربما ادى هذا الانشغال الى عدم الاهتمام بموضوع الدراماتورك فحدثت الكوارث التي طبعا يلام عليها مخرج العمل لانه في النهاية سيد العمل، كان عليه ان يوقف التصوير وان لا يستسلم لسوء تنفيذ الانتاج، الان اقول عن سامي الجنادي انه من مخرجي سوريا الكبار، ممن يقفون في المقدمة...
*
لننتقل الى الخيارات على صعيد الممثلين لقد تعددت الاراء بخصوص اداء كاظم القريشي للشخصية الرئيسية .. فكيف وجدت انت اداءه فضلا عن باقي الشخصيات ..؟
-
انا من قام بأختيار كل الممثلين، اجرى المخرج تغييرا واجرت ادارة القناة تغييرا اخر وكان التغييران في صالح العمل، كاظم القريشي انا الذي اخترته واستمعت الى الكثير من النقد وعدم القبول من قبل الممثلين الاصدقاء وربما الكثير من اللوم لكني لم اقلق، كنت واثقا من انه سيكون عملاقا وكان كذلك بالفعل *هذا الامر يأخذنا الى مسلسلك الاخر(الهروب المستحيل) ... الذي  عالجت فيه موضوعة عراقية كانت ساخنة وتصدرت المشهد العراقي في سبعينات القرن الماضي ومازالت اثارها قائمة الى اليوم ؟
-
حزنت كثيرا على هذا المسلسل الذي ضاع ونحر بسبب اخطاء انتاجية واخراجية بسيطة كان يمكن تفاديها، المخرج لم يستشيرني بالشخصيات واسماء الممثلين الذين ادوا الادوار، شاهد النتيجة، (مس كاستنك) رهيب، ياه، كم انا نادم وحزين، احب هذا المسلسل اكثر من( ابو طبر) وتوقعت له النجاح اكثر من نجاحات ابو طبر ولكن....
*
هذا المسلسل تصدى لاخراجه عزام صالح .. فكيف تنظر لما قدمه من معادل صوري لموضوعة و حدث مهمين استحوذا على اهتمام عدد كبير من العراقيين..
-
لا طبعا، خاصة مشاهد اوربا، لم يكن المخرج والصديق عزام صالح بالموفق في اختيار الاماكن البديلة (السليمانية) ولم يضع اكسسورات او اشارات تدل على ان التصوير تم في اوربا.
*
كلمة اخيرة ..
-
اتمنى التقدم والنجاح المضطرد للدراما العراقية ولجميع العاملين فيها كما اشكر جميع العاملين الذين شاركوا في صناعة مسلسل (ابو طبر)..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...