الأحد، 11 سبتمبر 2011

سالم ابو ترجيه

نقلا عن جريدة الصباح
حمزة الحلفي  
وأنا اتابع  حلقات مسلسل (أبو طبر) في شهر رمضان كتبه الصديق المبدع حامد المالكي ،اعادتني  هذه  المتبعة لأستذكار حدث مهم ارتبط بهذا الموضوع، والحدث الذي سوف أفصله مشابهاً لأحداث  كثيرة حدثت  في مدن بغداد وامتدت حتى الى المحافظات  لما لهذه القضية من حجم كبير توزعت بخليط الاجتهادات والافتراءات والتهويل.


 وحسب ما أشيع وقتها ان (أبو طبر) مهمته الجرمية تنحصر في الأحياء الراقية ولايقترب من بيوت المسحوقين كونه أساسا من مدينة فقيرة  وبما ان مدينتا ( الثورة) تقف في مقدمة أحياء الفقراء وضعت  تحت دائرة الشك، وأكثر الذين تلبسهم هذا الشك آبائنا فصاروا يدققون ويتفحصون كل أرباب السوابق من حرامية بيوت و(فرارية)  كل هؤلاء اصبحوا بنظرنا(أبو طبر) ومن بين المؤشر عليهم كان (سالم أبو ترجية) اسمه هكذا لوجود ثقب واضح في أذنه اليسرى، وسالم هذا نال الحصة الأكبر من الشك نتيجة مشاجراته الدائمة وسكره المستمر وسجنه لأكثر من مرة  وأيضاً لبنيته الرياضية، ويبدو أن سالم انتبه لهذه التمة اللذيذة فعمل عليها ليؤكد خشية الناس من كونه هو المعني، فظل أبو ترجيه يتلبس هذا الدور بأتقان الممثل البارع، فمثلاً شوهد ولأكثر من مرة يحمل(طبر) مغطى بقطعة من الجنفاص ويمر قبالة مقهى(غازي) دون أن يلقي التحية على أحد، أو كلما تحدث جريمة لأبو طبر يختفي يومين وبعدها يظهر بوجه واجم وظافر وغيرها من مشاهدات أثبتت دون شك أن سالم هو (أبو طبر).. أما أكثر المبتعدين عنه جاره البخيل(ابو كريم) وهو شرطي أحيل على التقاعد يسكن مع زوجته في بيت يتوسط زقاقنا، وانتشر عنه أنه يدخر أكثر من ألف دينار مع ذهب زوجته تحت  أرضية غرفة نومه، وأكثر من مرة يجلس سالم في المقهى يبادره قبل الجميع ابو كريم ( الله بالخير اعيوني أبو داود ) وينادي على صاحب المقهىـ غازي شوف اشيشرب سالم شاي حامض بارد .. كله على حسابيأيضاً شوهد يدس في جيبه بعض(الخردة) وتعدى هذا الدينار والدينارين حتى اني وقفت عليهما يسلمه في الساحة ليلاً قنينة من الخمر موضوع في الكيس الأسمر جلبه له من الباب الشرقي وأشيع أمر الأثنين وانسحب هذا اليقين على كل أبناء القطاع، والقت الشرطة  لأكثر من مرة القبض  على سالم نتيجة هذه الأشاعة، لكننا في الصباح نراه يتمشى بريئا من التهمة في دربونتنا، وأبو كريم يعلل هذا  (عمي هذا مو اشويه ماينطي لزمه). حتى حدث ما حدث والقي القبض على ابو طبر وعصابته وظهر على شاشة التلفزيون مع كشف الدلالة والأعتراف، لحظتها اختفى سالم ولم نعرف له طريقبعد شهر ضجت الدنيا ليلاً  وتعالى الصراخ فخرجنا لنجد سالم ثملاً ملقى على الأرض و(ابو كريم) ينهال عليه بعصى غليظة ( توثية) على كل أجزاء جسمه حتى تحول(ابو ترجية) الى قطعة حمراء وصوت أبو كريم يدوي عالياً: (أريد أفلوسي الأخذتهه أبن الكلب أنعل أبوك لابو حته أبو طبر وياك اليوم).

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...