الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

حامد المالكي والدراما العراقية وابو طبر

بتاريخ : الإثنين 05-09-2011 06:53 مساء

                                                                                                        
عبد العليم البناء
l
anaa2007_(at)_yahoo.comشهدت الدراما العراقية تطورا نوعيا غير مسبوق، اثر التغيير النوعي الذي شهده العراق عام 2003، وقد تمظهر هذا التطورفي عديد الاعمال، التي كسرت الطوق سواء من حيث الشكل ام النوع، فضلا عن ظهور اسماء مهمة على صعيد التأليف الدرامي، اضافة لبعض الاسماء المعروفة التي كانت تتسيد المشهد الدرامي، وكان الكاتب المبدع حامد المالكي يشق طريقه وسط هذه الاسماء بثقة واقتدار، اذ لاتذكر الدراما العراقية الا ويذكر اسم هذا الكاتب المبدع، الذي استطاع ان يحفر اسمه بأحرف من ذهب، في سماء الدراما العراقية بل وحتى العربية..
 
واسوة بأقرانه من الكتاب الكبار من العراقيين والعرب ، تميز بتصديه لموضوعات حساسة وساخنة وذات افاق انسانية واجتماعية ،ولكنها بعيدة عن التسييس والفئوية والمصلحية والنفعية، التي لجأ ويلجأ اليها البعض  ممن يسمون انفسهم (كتابا) ظلما وعدوانا، فهو لايكتب وفق اجندة المنتجين بل يكتب وفق مايمليه عليه ضميره، وبشعور عال بالمسؤولية تجاه الوطن والشعب.. وهذا مابرز جليا في جميع اعماله، التي نالت قصب السبق لا على صعيد حصد جوائز الابداع حسب، بل وعلى صعيد تفاعل واعجاب الجماهير العريضة ،التي تماهت مع اعماله التي كانت على تماس مباشر معها، ووجدت فيها محاكاة صادقة وحيوية لمعاناتها وتطلعاتها المشروعة ، فضلا عن استحضاره للرموز والشخصيات الوطنية العراقية ،وتسليط الضوء على نضالاتها ومنجزاتها ومواقفها المختلفة، بمعالجات درامية كانت دائما ترقى الى المستويات المتقدمة من الدرامات العربية، هنا وهناك.. والمتتبع للاعمال التي انجزها الكاتب حامد المالكي، يجد انها استطاعت ان تقدم معالجة درامية ابداعية، للتأريخ السياسي والاجتماعي العراقي ،والتي اضفى عليها لمساته الجمالية التي لا تخلو من روحية التواصل والتفاعل الحيوي ،مع الاحداث التي شهدها ويشهدها العراق ،وبذلك بات احد ابرز كتاب الدراما العراقيين.. ومن بين اهم اعماله: سارة خاتون، ورسائل من رجل ميت، وفوبيا بغداد ،والسيدة، والدهانة،والرصافي،والحب والسلام ، يبرز مسلسله الاخير(ابو طبر) الذي اثار العديد من ردود الافعال، اذ تناول فيه شخصية اشكالية ومثيرة للجدل، عشنا رعبها وتداعياتها في مطلع سبعينيات القرن الماضي، كاشفا الغموض المثار حول هذه الشخصية، وانهى البحث عنه وكتابة المسلسل في عامين ،وعلى الرغم من وصوله الى حقيقة اكيدة، الا انه وحسبما ذكر في الحوار الذي اجريته معه ،بعد عرض المسلسل تكشفت حقائق جديدة له من قبل اناس، ارسلوا له الرسائل عبر البريد الالكتروني، وان هنالك شيء غامض سيعلن عنه بعد اكتمال البحث..وبغية المزيد من المصداقية التي كان ومازال يتوخاها المالكي  وهو يصوغ اعماله الدرامية ،فقداعتمد في كتابة (ابو طبر) على المقابلات الشخصية ،مع ضباط التحقيق الكبار في السن، احدهم يعيش في بغداد والاخر يعيش في دمشق، كما استفاد اكبر استفادة من سائق احد الضباط (الرائد منذر) الحاج مهدي، كما استعات بدراسة اجتماعية (رسالة ماجستير) لباحثة عراقية كبيرة ترفض ذكر اسمها الان..و(ابو طبر) نتيجة بحث المالكي  المعمق والدقيق في وثائق التحقيق،( هو مجرم سفاح تقليدي ولكن تمت تصفيات سياسية كثيرة في فترة ظهوره مستفيدة ،من ضبابية قصته والشائعات الكبيرة التي اطلقها النظام السابق حوله، لقد قتل في تلك الايام والد البعثي سمير الشيخلي ومهندس الماني في الحارثية كان يدير مشروع اعماري كبير في بغداد، وجرائم اخرى اشار اليها المسلسل) ويقول المالكي هنا:(  البحث دلني على قصة جريمة غير جريمة ابو طبر الاولى نشرت في الصحافة العراقية ابان حكم البعث غير الجرائم التي اراد النظام ان تنتشر بين المجتمع لاسباب لا اعرفها، ثم ان المجرم (حاتم) طلب من المحقق شخصيا الاتصال بصدام حسين او سعدون شاكر، هذا مثبت في ذاكرة المحقق، كما ان هنالك صلة صداقة اكيدة بين (حاتم )وسعدون شاكر، هنالك شيء ضبابي لم يكشف بعد...)!!وبرغم هذا كله فأن حامد المالكي،وهو الكاتب الدرامي الحاذق ، يذكر حقيقة اخرى تتعلق بالروحية والجماليات والفرجة الممتعة ،التي ترتكز عليها الدراما  متمثلة بالخيال، الذي يعد العنصر الاساسي في كل عمل ابداعي ولا يمكن الاستغناء عنه ابدا،مؤكدا ان الخيال يشكل اكثر من سبعين بالمائة من العمل الدرامي ، اذ يرى ان الدراما شيء والتاريخ الملتزم بالحكاية بوثائقيتها شيء اخر،وان  الدراما فرجة ممتعة وليست فيلم وثائقي يعرض في القنوات الوثائقية، بل حتى الفيلم الوثائقي فيه شيء من الخيال والا لما استطاع احد متابعته ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...