الجمعة، 9 سبتمبر 2011

لا تتشاقى هادي المهدي، انتظرك في بيروت

حامد المالكي
قبل كل شيء لا اريد ان اكتب لك رثاء فلا زلت عند موعدنا في بيروت لتكمل اتفاقك مع قناة السومرية لانتاج مسلسل من تاليفي، هل تذكر؟ قلت لي هذا وكنت انا وعائلتي نتمشى امام بيتك (مذبحك) في الكرادة، تذكر طبعا، لذا ساقول لك شيئا، دعني اتخيلك ميتا، او شهيدا كما كنت تتوقع في برنامجك الاذاعي (ياسامعين الصوت) عبر اذاعة ديموزي (خاف يقتلون ابراهيم الساعدي مدير اذاعة ديموزي النوب، هاي شلون مصيبة؟)
المهم، ساتخيل انك قتلت، ثلاثة قتلة كما تقول ذكرى محمد نادر، نقلا عن شاهد عيان، دخلوا الى بيتك الخالي من كل شيء الا من حب العراق لدرجة مبالغة، مبالغة ماكنا نفهمها بل بعضنا اتهمك بانك تبالغ، (خوية ابرينا الذمة) لو جنت كذاب بحب العراق وتبالغ كان ما قتلوك، زين من تموت شسوي، مثلا المن اروح واكله اريد دم هادي المهدي، المنطقة الخضراء يا صاحبي بجدران اعلى من جدران اللة التي لم تعد تسمع نواحنا منذ اربعين عاما، الى من اشكو موتك؟ الى الشارع الحائر بشهداء قدامى ونسي الشهداء الجدد، كامل اشياع، علي اللامي، وانت وانا ووجيه عباس وتوفيق التميمي ومحمد غازي الاخرس ومناضل داود واحمد هاتف وحسن حسني وغيرنا ممن ينتظر، هادي، هل سينتظر الشعب 1400 سنة كي يبكي عليك؟
زين، كول انت ميت، وين ندفنك؟ بالنجف، نجف علي الذي تحب ام في الدانمارك حيث تركت عائلتك، ام في دمشق التي تسكعت بها ام في الكرادة التي احببتها كما لو كانت حي باريسي؟ حسن، اعرف اين تريد ان تكمل نومتك الاخيرة، تحت نصب الحرية، قرب جواد سليم، ليلا مع السكارى الهائمون، ونهارا مع الجياع البائعون ترقب بعين باردة مواكب الامراء تعبر الطريق امامك لتعتلي صهوة جسر الجمهورية باتجاه المنطقة العوراء، اقصد الخضراء، هناك سيكون قبرك، سافعل شيء اخر، سانعيك في موقع كتابات، موقعك الاثير، اياد الزاملي خوية كل ما ادز لك نص اقول لك (اذا تكرمت انشر هذا النص في موقعكم الكريم) رغم علاقتي الوطيدة بك، لكني هذه المرة اقول لك اياد( انشر هذا المقال احسن لك) وانشر كل ماياتيك به الاثير من دموع مكتوبة على الورق، هادي المهدي (ابريلي الذمة) بالامس وانا اتسكع مع احمد هاتف في شارع الحمراء (حجيت عليك)..  هادي (ابري ذمة العراق) لانه لم يفهمك الا عندما مت فصدقك ، هادي ساغير صورتي في الفيس بك اربعين يوما واضع صورتك بدلها (والله سبع حامد خوفت القتلة) ساطلب من صحبي فعل االشيء نفسه لتكون ظاهرة في الفيس بك يعرج عليها الاعلام العراقي الاعوج، هادي اعرف انك تضحك علي الان في قبرك، وتقول (شوف هذا البطران) اني راسي يوجعني بسبب الطلقات الصامتة وهذا يريد يخلي صورتي مكان صورته، اذا ماذا افعل هادي، قل لي ، انا في غربتي وحدي في بيروت وانت في غربتك وحدك في القبر، ماذاعسانا ان نفعل سوى اللوذ بالجبن كي نؤبنك؟ لن تر ضى، اعرف، حقك صديقي، نحن جبناء، جبناء كفاية لنختبئ خلف الكلمات، لكن، من يدري يا هادي، لعلك تتحول الى بوعزيزي العراق، ويحترق خضار المناطق المزيفة.
ياهادي ساعود الى العراق وساتمشى في شارع الكرادة والوح الى نافذتك واقول لك شلونك هادي، تريد مسلسل؟
 

هناك 3 تعليقات:

  1. لن يموت ما دام حاضرا في في هذه المشاعر ، لن يموت مادام نصب الحرية شامخا فوق انوف السياسيين ، سيظل حيا منه نتنفس الهواء ، ومنه نروي ظمأ الحرية ، لن يموت مادام فينا نفس يحلم بعراق البصرة دهوك والكوت والانبار ، هو حي ونحن الاموات من عيره فهو سعيد اغتاله الغادرون الذين بنا يتربصون ، هم العتاك واذنابه ، ونحن المهدي ورصاصة غدرته . لن يموت مادامت هناك كلمات ننطلقها بأعلى الاصوات .

    ردحذف
  2. سيدى العزيز لم اكن يوما اعرف البطل الشهيد هادى المهدى ولكنى حين قرات كلماتك تخيل لى اننى اعرفه واننى المس طيبته وعشقه لهذه الارض التى طالما رويت بدماء ابنائها...لم يكن الاول الذى اغتالته اياديهم الملطخه بدمائنا ولن يكون الاخير ..تعازيى الحاره لشعب العراق كله ولك سيدى ...

    ردحذف
  3. الصحفية منار الزبيدي9 سبتمبر 2011 في 9:42 ص

    رحم الله الشهيد الحي الذي ستخلده نفوسنا رغم انني لم اعرف الكثير عنه الاانني بكيت عليه ولانه احب العراق باخلاص استشهد في ارض احبها واخلص لها ...ابكتني هذه الكلمات التي لاتعبر الا عن انسان مفجوع بمصرع حبيبه ...انا لله وانا اليه راجعون

    ردحذف

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...