الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

زوجته كرهته ورسائل الشَّتيمة وصلته بالآلاف كاظم القريشي: "أبو طبر" مجازفة لا تحتمل إلَّا النجاح

عبدالجبار العتابي من بغداد
GMT 4:25:00 2011 الأربعاء 7 سبتمبر
   في حوارٍ خاصٍّ لـ"إيلاف"، تحدَّث الممثل العراقي، كاظم القريشي، عن دوره في مسلسل "أبو طبر"، وتجربته فيه، وردود الأفعال الَّتي طالته بسببه.


بغداد: استطاع الفنان كاظم القريشي أن يؤكد حضوره في المشهد الفني العراقي، من خلال اجادته لتمثيل شخصية المجرم الشهير "أبو طبر"، الذي ذاع صيته في سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت مساحة المشاهدة كبيرة، والطريف أنها اتسمت بردود أفعال سلبية من قبل المشاهدين، وأكد القريشي أن الشخصية استفزته قبل أن يقرأ النص الذي زاده استفزازًا، وجعله يتقمص الدور بالشكل الذي لفت الانتباه.
ما الذي استفزك في شخصية أبو طبر قبل قراءة النص؟
كل شيء في شخصية حاتم كان مستفزا، فهي شخصية غير اعتيادية، والشخصية اسمها سابق للنص، وهناك تصور مسبق لابو طبر على الاقل في اذهان الناس، وبالتأكيد لمجرد ذكر اسم ابو طبر تُستفز المشاعر فكيف اذا عرضت عليك هذه الشخصية، فمن الطبيعي أنها ستستفز كل حواسك.
وبعد قراءة النص؟
حينما قرأت النص وجدت شخصًا بعدة وجوه، وجه اجرامي، ووجه عاشق، ووجه سلطوي مع العائلة، عاشق مع الحبيبة ومجرم مع الضحايا، ووجه اخر طبيعي مع الناس، اذن، كيف عليك ان توصل هذه الشخصية وهذه الوجوه في ظرف انتاجي صعب، هذه مسؤولية الممثل الذي يتحمل العبء الاكبر منها، والحمد لله كان هناك مخرج متفهم، وادارة قناة متفهمة للظرف الانتاجي، وشركة منتجة منفذة سيئة جدًّا.
ما حال هذه الشركة وتأثيرها على المسلسل؟
كلها سيئة بدءًا من مديرها وصولاً الى اصغر عامل فيها، الكل كذابين فنيًا واداريًا، يوعدون ولا يوفون، لا يوفرون لك ما تحتاج، انا تحملت بعض الامور، وقد وصل بي الحال الى ان اوقف التصوير لحين جلب ادارة فنية عراقية، الذي هم يسمونه بمهندس ديكور، وكل يوم كان يقولون غدا الى ان انتهى العمل، في وقت ان هذا المسلسل حتى لو انتج بالبيئة العراقية سيحتاج الى مدير فني استثنائي لتوفير مستلزمات النجاح.
ما هي أبرز مستلزمات نجاح هذا المسلسل؟
الممثل، كان هناك مجموعة ممثلين مبدعين اجادوا ادوارهم، وكان هدفهم العمل بالدرجة الاولى، وتحملوا ما تحملوا من الجهات الانتاجية، وقسم منهم الى حد الان لم يستلموا اجورهم، وحتى انا بطل المسلسل لولا وقوف قناة البغدادية معي لما استلمت اجري، وقد استلمتها من القناة على الرغم من ان عقد العمل مع الشركة المنتجة.
ألم تخف حين عرض عليك العمل من الشخصية كونها معروفة جماهيريًا، وقد يكون التنفيذ مجرد تمثيل لا أكثر؟
لا اريد ان اقول انها مجازفة، لان المجازفة تحتمل الفشل وتحتمل النجاح، وحقيقة ان العمل مجازفة لا تحتمل الا النجاح، لما اقدمت على هذه الخطوة، المؤلف حامد المالكي وضع ثقته بي، والقناة كذلك، والمخرج الرائع وضع ثقته بي ايضًا، كل هذه العوامل تعطيك دافعًا لتنجح، ربما توقعت ان اخسر الجمهور والناس التي تحب كاظم، ولكن الحمد لله تفاجأت ان حبهم لي بقدر كرهمم لشخصية ابو طبر، وهذه معادلة من الصعب ان تتحقق بسهولة، نسبة كبيرة من الناس اتصلوا بي ومئات الالاف من الرسائل وصلتني على الفايس بوك يشيدون بالشخصية والاداء والعمل ككل، وهذه الشيء اعتبره قمة النجاح .
من الذي رسم لك ملامح شكل الشخصية كما ظهرت في العمل ؟
المؤلف حامد المالكي وانا، حامد لم يكن موجودًا معي اثناء التصوير في سوريا، ولكنني كنت اتصل به واسأله عما في باله للشخصية، وماذا سأعمل، لانه قرأ عن الشخصية اكثر مني، وهو اعرف بالذي يريد ان يوصله، ومنها شكل الشاربين وتسريحة الشعر، وعملت ذلك بالاتفاق مع المؤلف، لان المخرج كان رافضًا لذلك، وقال لي (انت شو ما عملت انت كاظم)، لكنني قلت له حسنًا ولكن دعني اغير شكلي قليلاً عن المتعارف عليه، فرفض وقال اريدك مثلما انت، وفي اليوم الاول للتصوير لم نصور، فذهبت وعملت شكلاً جديدًا لي فأعجبهم، حتى ان المخرج تفاجأ والحمد لله كانت النتيجة طيبة.
عند تقمصك للشخصية هل اعتمدت على مرجعيات سينمائية أو تلفزيونية أجنبية ؟
لدي عدة استذكارات لافلام اجنبية مهمة ولكن مهما تأثرنا بالممثل الاميركي فالروحية مختلفة، نحن روحيتنا عراقية وعربية، فلا يمكن ان تؤدي وتصل الى قلب المشاهد اذا اشتغلت وفق ما يؤدي الممثل الاميركي، هناك صور في مخيلتي اعتمدت عليها وبالنتيجة انا كممثل علي ان اصنع شخصيتي .
ما الذي أضفته إلى النص من حيث الأداء؟
بالتأكيد تمت الاضافة للشخصية وهذا هو شغل الممثل كيف يصنع الحياة للكتابة التي على الورق، وكيف يصنع الحياة امام الكاميرا، نعم هو لديه ورق ولديه ملاحظات كتبها، وحامد المالكي من النوع الذي يكتب الجهة اليمنى للسيناريو عامرة، اذا اعتمد عليه الممثل والمخرج فهذه خطوات مهمة نحو النجاح، ولكن تبقى روحية الممثل هي السبب الاول بنجاح اي عمل فني، وانا هنا لا اتحدث عن شخصيتي بل بشكل عام، واي ممثل ان لم يضع من روحه وابداعه فلن يظهر النص بالمستوى الجيد .
ما الذي أعجبك بشخصية أبو طبر "حاتم"؟
كل شيء فيها اعجبني، انا عملت على اربعة وجوه عند حاتم، لحظات الاجرام مع الضحايا، واحببت جدا ان اشتغلها، على الرغم من انها كانت مؤلمة بالنسبة لي، ولكن كنت اخرج فيها من شخصية كاظم تمامًا واتحول الى شخص اخر، لحظات السيطرة والسلطة مع اخوته وعائلته، وعشقت طريقة حواره مع المحقق الذي كان الفنان الدكتور خالد احمد مصطفى، وكانت العلاقة بيننا طيبة جدًا، وهذا الموضوع خلق بيننا حبًا وودًا اضاف للشخصية.
هل تعتقد أن أبو طبر كان صنيعة الدولة؟
لم يكن حاتم مجنونًا بل كان فيلسوفًا، ثم من قال انه صنيعة؟ النص تطرق الى هذا الموضوع وهناك اسرار ما زالت غير معروفة، ربما سيكشف المؤلف حامد المالكي الكثير منها، ليس في جزء ثانٍ للعمل وانما لديه مشروع اخر، فقد ظهرت وثائق جديدة عن هذه الشخصية المبهمة، ولكن ان يقال صنيعة، فأنا اشك في الموضوع .
ما الذي كرهته في أبو طبر؟
كرهت افعاله طبعًا، التي لا يمكن ان يحبها اي شخص، لا ممثل ولا اي شخص عادي، يعني ان تذبح طفلاً يتوسل بك ماذا عساك ان تفعل.
ما ردود فعل أسرتك على الشخصية؟
كانت كبيرة جدًا، سلبية جدًا على الشخصية، وبالنتيجة عندما يصل الحال ان تقول لي زوجتي: "والله كرهتك في هذا المشهد"، اعتبر ذلك شهادة لي، لانني استطعت ايصال الشخصية، خصوصًا ان تقول هذا وانا الذي اعيش معها منذ 25 عامًا وتعرف اي انسان انا، هذا شيء كبير، وقالت: "لا استطيع ان انظر اليك الان" وانا جالس قربها، وهي تبكي بحزن مرير، انا اعتبر هذا خطوة من خطوات النجاح .
أصعب مشهد أديته في العمل ؟
هما مشهدان وليس واحدًا، حملت له همًا كبيرًا، الاول قتل الطفل والاخر قتل واغتصاب الفتاة المسيحية الجميلة، والصعوبة تكمن في ان هذه اللحظات خشيت منها ان لا اوصلها بمستوى يستحق ان يصل الى المشاهد واجعله يكرهني، ويحقد على كاظم كممثل، وخوفي كان منها كيف يستقبلها الجمهور، انا في يوم عرض مشهد قتل الطفل كتبت اعتذارًا للناس وقد وصلتني مئات الرسائل، تضمن بعضها سبًا وشتمًا، كما وصلتني رسالة غريبة من مدير مدرسة في تربية الحي يقول فيه: "الا تخاف الله يا كذا يا كذا ان تغتصب فتاة وتقتلها"، وكأنها حقيقة ما زالت في ذهنه، كما أود ان اقول شيئًا عن صعوبة مشهد الاغتصاب ونحن في شهر رمضان، وانا لا احبذ مثل هذه المشاهد، لامشاهد الخمرة ولا مشاهد النساء في رمضان، خشية ان اي عائلة عراقية تشاهد مثل هذا المشهد من الممكن ان تغير القناة ولا تشاهد العمل فيما بعد، هذه مسؤولية كبرى في كيفية ايصال الفكرة في اقل التفاصيل، وفعلاً اتفقت مع المخرج على ان تكون هناك مجرد حركة او ايماء للحزام لا اكثر ولا اقل، لان هناك تفاصيل كتبها المؤلف لم نستطع ان نمثلها، وللآسف حتى الإنتاج ظلم حامد المالكي لأنه كتب المسلسل بـ31 حلقة، والكثير من المشاهد لم تصور بما يعادل حلقتين او ثلاث، كما اعتمدوا على الفلاش باك التي لم يكتبها حامد في الحلقات 27، 28 و29، لقد ظلموا حامد كثيرًا.

هناك تعليقان (2):

  1. استاذنا العزيز انت توصل فكرة عن حقبة تاريخية حقيقيه ولا تسير الامور حسب الاهواء فكنت مبدع بايصال المشاهد بتجسيد الشخصية ولا يمكن ان نبقى وراء من يضن او يعتقد فالتاريخ لايغير حسب الاهواء .. ابو فراس

    ردحذف
  2. عند.ما عرضت المسلسل رجعت بي الذاكرة إلى ايام الطفولة كان اهلنا يخافوا ان نخرج بسبب أبي طبر كانت ايام بها رعب وخوف .....

    ردحذف

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...