الأحد، 11 سبتمبر 2011

الفنان كاظم القريشي .. نجوميّة مستحقّة

9/11/2011 2:09:41 PM
نقلا عن جريدة الدستور العراقية
منذر عبد الحر
لم أكن أعرف الفنان المبدع كاظم القريشي قبل ظهوره المبهر في مسلسل  أمطار النار الذي عرضته قناة البغدادية في رمضان قبل عدة سنوات , وقد كان ظهوره بدوره المميز حينها إشارة لإطلالة ستعطي حتما ثمارا مهمة في الدراما العراقية , هكذا كان تصوري حول هذا النجم المرهف , الذي سعيت ُ لمتابعة أعماله الدراميّة التي كانت فرصة مشاهدتها تتوفر في رمضان من كلّ عام , والتي توّجها بدوره المتميز في مسلسل  أبو طبر الذي صارع فيه دواخله الرقيقة ليفوز بقدرة إقناعيّة طيّبة في الأداء والتفاعل مع الدور حد التماهي الذي زرع في ذاكرة المشاهد نمطا راسخا في الدراما العراقية الراهنة
, التي ورغم  كل الملاحظات والآراء واصلت تقدّمها بخطوات واسعة جريئة أسست لهذا اللون المهم من ألوان الانتاج الفني التي عانى منها الوسط الفني العراقي طويلا , وظلت أعماله الدرامية شحيحة معدودة لا ملامح خاصة فيها , رغم أنها أعطت كنوزا درامية إلا أنها على الصعيد الكمي وعلى صعيد تأشير الملامح الوطنية الخاصة ظلت بعيدة عن الضوء المطلوب لمثل هذا الحقل في بلد تميّز بتفوقه الابداعي الواضح من خلال مجالات فنية متعددة .
ولست ُهنا بصدد مناقشة مسلسل  أبو طبر الذي حصد نجاحا كبيرا رغم كل الملاحظات التي قيلت وكتبت عنه , لكنني هنا أشير باحتفاء لنجمنا المتألق كاظم القريشي , الذي أبدع في أداء الدور أيما إبداع , وكانت بعض اللقطات والمشاهد بمثابة لقى فنية جميلة و أورد هنا مثالا على ذلك  من خلال  البوح الذي أداه القريشي أبو طبر  وهو يعترف لعميد الشرطة الذي حقق معه , وقد أدّى دور العميد  باقتدار أيضا الفنان المبدع خالد أحمد مصطفى  , لقد كان اعتراف القريشي بمثابة إصغاء غريب لنبض الانسانيّة وطبيعة تركيب الشخصية التي أدّاها وهو يصف حادث قتله لطفل حاوره , لقد تألق القريشي وهو يؤدي هذا المشاهد المتصاعد في أحاسيسه ولغة حواره وطبيعة الاستذكار الذي هيمن عليه الحزن والندم , فكان حقا مشهدا لا يمكن أن يؤديه سوى ممثل موهوب متمكن واع ٍ لكل هواجس الشخصية التي تقمصها وأعطاها أبعادها المتنوعة .
تحية للفنان كاظم القريشي , الذي يستحق الاحتفاء والتكريم بوصفه فنانا عراقيا متألقا حقق نجوميّة مستحقة وحضورا قويا , ربما لو توفرت له فرصة عبور الحواجز المحلية والعقد الفنية المختلفة لكان نجما عربيا لامعا يتقدم النجوم الذين صنعهم الاعلام المصري ونفخ فيهم هواء النجومية المفتعلة , وأعطاهم شهرة تتهاوى إبداعيا أمام أية  طاقة عراقية جادة من طاقاتنا التي بدل أن نحتفي بها ونطلقها للعالم مباهين محتفلين , فإننا نحاول أن نغمط حقها الاعلامي , وأن ننتقص من عطاءاتها لأسباب واهية وأهداف بعيدة عن الهاجس الوطني الذي يكتمل  في تألق نجومنا ومحاولتهم إثراء المسيرة الفنية والثقافية العراقية الجديدة الجادة  بالمنجز الجيد المتقدم .
وعلى وسائل الاعلام عندنا أن تسلط الضوء على هؤلاء النجوم وتطلقهم للعالم بفخر واعتزاز ومحبة , ولا نتردد حين نقول أن في مقدمة هؤلاء النجوم يقف بجدارة فناننا الرائع كاظم القريشي.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...