لم يشرفنا الزمن برؤية "ابو طبر" على حقيقتة .ولم يسجل لة التاريخ نتاجا مقروئا قصيدة شعر بسيطة . قصة متبقية في سطور المجلات او حتى مذكرات ناقمة محفوظة عند الاحفاد ربما تكون مرجعا بسيطا يكشف عن غموض تلك الشخصية التي دفنتها ملفات السلطة وبقيت سرا غامضا اشبة بالاسطورة بين من وعى تاريخ ظهور وتلاشي " تلك الشخصية " .
و كل ماوصلنا عنة كلمات في غير اوانها ابتعدت عن لحظة الوقوع بزمن تطاول على اكثر من ربع قرن عن طريق مقالات لصحفيين في مواقع انترنيتية حتى كان العمل التلفزيوني للكاتب "حامد المالكي " ليكون الاعلان عن تلك الشخصية من الباب العريض للقارى والمشاهد معا .
و كل ماوصلنا عنة كلمات في غير اوانها ابتعدت عن لحظة الوقوع بزمن تطاول على اكثر من ربع قرن عن طريق مقالات لصحفيين في مواقع انترنيتية حتى كان العمل التلفزيوني للكاتب "حامد المالكي " ليكون الاعلان عن تلك الشخصية من الباب العريض للقارى والمشاهد معا .
والذي شاهد مسلسل "ابو طبر" من بدايتة حتى نهايتة بقلم "حامد المالكي " يجد لهذا المهووس بالقتل شخصية اخرى تتكلم بلسان الفلاسفة وعربية فصحى تخالط كلمات العامية تختلف كثيرا عما كتبتة "ويكبيديا الموسوعة الحرة " وكذلك تفاصيل اللقاء الصحفي للكاتب "سلام الشماع " في المقالة المنشورة على وكالة انباء بغداد الدولية مع الضابط الراحل " فيصل محجوب " مدير مكافحة اجرام بغداد في حينها الذي حقق مع " حاتم كاظم هضم " ابو طبر الحقيقي " يجد عكس هذا تماما .
"فابو طبر" حسب مقالة "سلام الشماع " مفوض شرطة فصل من الوظيفة وامتهن السرقة وهذا ماسار علية المسلسل ولم يجد ضابط التحقيق صعوبة في تحصيل الاعتراف منة بعد ان تناول نصف دجاجة مشوية بدينار واحد أعقبها قدحا من الشاي .
لكن المسلسل يظهر لنا "ابو طبر" مثقفا من الطراز الاول يتلاعب بالكلمات. رائعا بتحليلة الاجتماعي بوصف المجتمع " بالقطيع" ذلك الوصف المستخدم في علم الاجتماع والذي استخدمة "فردريك انجلز" لوصف حالة المجتمع قبل الوعي والادراك وكيف يكون الانسان منقادا لافكار غير معقلنة وغير نابعة من تفاصيل واقعة الانتاجي وهي بالتالي تسمى "ايدلوجيا زائفة " ولاتزال اكثر مجتمعات الشرق تعيش هذة الحالة الى اليوم وخاصة تلك التي يعشعش فيها الدين .
ثم انتقل "حاتم جواد " الى التفلسف بعالم الموت بلغة "البير كامو" و"جان بول سارتر " في " سجناء الطونا" و"الوجود والعدم" حيث لاقيام ولانشور في حياة لاتستحق ان تعاش وبالتالي يكون الموت هو الحالة التي يجب ان يقدم عليها الانسان فكان الانتحار حلا من مجموعة الحلول عند " البير كامو " الذي مات في سن ال 47 . وهذا مادفع ضابط المخابرات المنبهر بهذا الحديث الفلسفي في ذلك المشهد الدرامي الى اتهامة بالإلحاد وعدم الإيمان بالبعث والنشور .
والذي قراء "ابو طبر" عند "سلام الشماع " وشاهدة عند "حامد المالكي" يعترية العجب كيف وصل "ابو طبر" الى فهم هذا الكم الفلسفي بلغة فصحى وهو المفوض البسيط الذي توقفت رحلة الدراسية عن اتمام مراحل متقدمة يقرا فيها "ماركس " وسارتر "والبير كامو " ولم تزد رحلتة لالمانيا عن تهريب الكحول الى المملكة العربية السعودية كما يقول بعضض المقالات المنشورة .
ثم انتقل "ابو طبر" بصورة "حاتم جواد " الى التغني بلغة الجنس والحب الذي اعتبرة ساميا مقدسا واعطى فية فلسفة حوار رائعة على لسان المؤلف وكانة يكتب باصابع "لينين" في كتيبة الصغير "بخصوص الحب الحر" في معرض ردة على رسالة المناضلة الفرنسية "ايناسا ارمان" وتجاوز المشهد في رومانسيتة مع طبيبة الاسنان ذات الاصل اليهودي عالم المثل الافلاطوني والذي شاهدة وسمعة يستغرب ان يكون كلا من طرفية شخصين عراقيين كان احدهما مفوضا في الشرطة .
وتدرج المسلسل صعودا نحو نهايتة بالحديث عن السلطة التي ابدع فيها السيناريست بلسان " حاتم جواد " الذي ردد كلمات "ماركس" و "انجلز" وهو يقصم عرى ذلك الوهم المتجذر في النفوس بان السلطة حالة وهم وهي بالتالي ليست حالة متفردة او جوهر ثابت اظهرها الى الوجود جدل المادة وصراع الطبقات وهي بالتالي "تافهة" وتافهة جدا وحقيرة حدود الحقارة بكل مؤسساتها القمعية واللصوصية كما نطقها "المبدع كاظم القريشي " بعد مائتي سنة من رحيل "ماركس وانجلز " تحاول فرض هيبتها عبر مؤسساتها القمعية وخصيانها من القتلة واللصوص كما يفصل ذلك "انجلز" في "اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة " وهي لم تكن منذ الازل تسير الى متحف العاديات حالها مثل حال المغزل البدائي و الفاس الحجرية.
ابو طبر مابين سيناريو "حامد المالكي " وحديث الضابط "فيصل محجوب" بقلم " سلام الشماع" ياخذ بونا بعيدا جدا تكون فية الشخصيتان متنافرتان بما لاتقيسة الكلمات .
وان حاول المؤلف خلق شخصية رائعة متمثلة بسفاح متفلسف يتجاوز بشاعريتة وفهمة عقول وفهم جلاوزة السلطة والمخابرات والنجمات البراقة المنبهرين بكلماتة العذبة فانا لانستغرب هذا لان عقول هذة الاجهزة ماهي في حقيقتها الا كتلة من الغباء الشديد ومجاميع من التافهين تتلذذ باهانة الانسان وتعذيبة لم تتصفح في حياتها مقالا او قصة او قصيدة شعر واحدة في صحيفة او جريدة .
والذي قراء الفلسفة بمحتواها السياسي والاجتماعي من "بارميندس حتى عصر النهضة مرورا بماركس حتى سارتر " لايصبح جزارا يتلذذ بذبح الاطفال بل ثائرا يعمل مع التنظيم من اجل اعادة البناء لعالم افضل بديل وليس الهدم وقتل الابرياء يغتصب لحوم الاموات ويغرس نصل سكانينة في جماجم الصغار وطبع كفة الملطخ بالدماء على جدران المنازل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق