نقلا عن موقع البعث ميديا
الأربعاء, 06 نيسان 2011 14:01
انطلق من عالم كتابة السيناريو... لكن ميوله وأحلامه قادته الى الكاميرا التي استحوذت على كل اهتماماته... فبعد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم الدراسات المسرحية، بدأ العمل مع المخرج الكبير هشام شربتجي كمخرج مساعد في عمل من تأليفه (رسائل أبو سعيد ) ثم تتالت الأعمال التي جمعته مع ملك الكوميديا وشيخ المخرجين في سلسلة خمس نجوم، جميل وهناء، أحلام أبو الهنا بالإضافة إلى اعمال اتسمت بسبغة التراجيديا....
وبعد ذلك عمل مع المخرج حاتم علي في مرايا 98 وفي السنوات الأخيرة تعاون مع النجم أيمن زيدان في «رصيف الذاكرة ورجل الانقلابات ... وخلال مسيرته الفنية أخرج عدداً من المسلسلات من انتاجات عربية ( سعودية- ليبيا - الجزائر - الأردن) مثل عذراء الجبل - أيام الكيش... وعلى صعيد الأعمال الاجتماعية المعاصرة ( المودرن) قدم مع المخرج سامر برقاوي أول عمل سوري درامي من نوع سوب أوبرا ( مطلوب رجال) يعرض حالياً في عدة محطات فضائية ...
من جانب آخر توجد له تجربة متميزة تتعلق بالدراما العراقية ، إذ قدم في العام الماضي مسلسل الشيخة الذي أثار جدلاً واسعاً وهو عمل سوري - عراقي وحالياً تدور كاميرته بتصوير مسلسل ( أبو طُبر) وهو عمل عراقي بحت...البعث ميديا التقت الجنادي، وكان لنا معه هذا الحوار:
من الكتابة إلى الإخراج
* لماذا تركت الكتابة ومضيت في عالم الإخراج... أهي الرغبة بالنجاح والشهرة بصورة أسرع... أم ماذا؟
** الكتابة بالنسبة لي هواية وحب كبير وتأخذ مني جهداً نفسياً وجسدياً عالياً جدّاً وأكبر بكثير من الجهد الإخراجي، وأغلب أعمالي من كتابتي حتى الأعمال التي لم أكتبها أشترك مع الكاتب بتعديل بعض المحاور الأساسية، ربما وجدتُ نفسي بالإخراج أكثر لأنه يطابق ميولي وأحلامي وذهنيتي الخاصة.
بدأتُ مع المخرج الكبير هشام شربتجي كمخرج مساعد
* قدمتَ العديد من الأعمال في الدراما السورية والعربية فماذا عنها؟
** أنا خريج المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم الدراسات المسرحية وكان مشروع التخرج بالنسبة لي كتابة ثلاثية (رسائل أبو سعيد) قام بإخراجها المخرج الكبير هشام شربتجي وكان لي شرف التعامل معه كمخرج مساعد... ومن هنا انطلقت من عالم الكتابة إلى عالم الإخراج وتتالت الأعمال التي عملت بها مع الأستاذ هشام مثل عمل الغريب والنهر سيناريو عمار مصارع صُوِّر في الرقة وضواحيها ومن هذه المرحلة بدأ لقائي بالتلفزيون فعملتُ معه في سلسلة خمس نجوم وأحلام أبو الهنا سيناريو حكم البابا وجميل وهناء. ثم بدأتُ بإخراج أعمالي الخاصة فأول عمل لي كان «ظل المسافات» إنتاج أردني كتبتُ السيناريو بمشاركة زوجتي فايزة علي، ثم قدمت «هروب» من تأليفي وإخراجي أعتز به كثيراً وكان فيه تجريد من مفهوم الدراما التلفزيونية، إذ استعرتُ الكثير من لغة السينما وتعاملتُ مع مفرداتها وأدواتها ووجدتُ فيه مساحة كبيرة من الحرية لإدخال تقنيات سينمائية من حيث مفهوم التغطية والبنية العميقة للعمل ويعود هذا طبعاً إلى صغر حجم العمل «ست حلقات» فقط، ثم تعاونتُ مع المخرج حاتم علي في مرايا 98، وفي بعض الأعمال التاريخية مثل «صقر قريش»، بعد هذه المرحلة خضتُ تجربة إخراج جديدة بعمل «عذراء الجبل» عمل جزائري، يتناول قصة المناضلة «فاطمة إن سومر»، التي قامت بالثورة بعد انتهاء ثورة الأمير عبد القادر الجزائري وتمثل شخصية بطلة ثائرة وكان العمل ممتعاً جداً. ثم تعاونتُ مع النجم أيمن زيدان في عمل تاريخي مثل «علماء في جبين الشمس» وكوميدي مثل «رجل الانقلابات» سيناريو محمود الجعفوري ثم «رصيف الذاكرة» إنتاج سعودي، بعد ذلك تابعتُ عملي في الدراما الليبية، فقدمتُ عملاً مميزاً بالنسبة لي عنوانه «أيام الكيش» أي حي الصفيح حقق نجاحاً كبيراً وصدىً واسعاً في ليبيا ومن الدراما الليبية، مضيتُ نحو الدراما العراقية، ففي رمضان الماضي قدمتُ عمل الشيخة إنتاج محطة السومرية أثار جدلاً واسعاً وإشكالية كبيرة لوجود شيخة في مجتمع ذكوري جسدت دورها الفنانة السورية رنا الأبيض. وكان عملاً سورياً - عراقياً مشتركاً صُوِّر في مناطق متعددة من سورية والآن أقوم بإخراج عمل عراقي بحت بعنوان «أبوطبر».
أبو طُبر شخصية حقيقية
* أغلب سيناريوهات الدراما التلفزيونية تنصب على الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعانيها العراق فماذا عن «أبو طبر»؟
** من الطبيعي أن تعكس الدراما هموم المجتمع وحيثياته خاصة إذا كانت المشكلة عامة تطال الجميع، يدور العمل حول شخصية السفاح القاتل أبو طبر، الذي وُجد في السبعينيات وتفاقمت جرائمه في الفترة الواقعة ما بين «73 -74» وهو شخصية غريبة عن مجتمعنا مأخوذة من المجتمع العراقي تمثل حالة نادرة إلا أنها حقيقية، أُعدم في النهاية، الشيء المهم في العمل أنه يطرح تساولات هامة جداً تطال هذه الشخصية الغريبة كيف وجدت أو كيف أوجدت، هل يعود هذا إلى المصادفة أم إلى مجمل الأوضاع السياسية أتمنى أن يجيب العمل عن هذه التساؤلات ولو بصورة غير مباشرة، العمل عراقي بحت كل الممثلين فيه من العراق، وسيتم التصوير الداخلي في دمشق أما التصوير الخارجي فسيكون في دير الزور والرقة... ويقوم العمل بصورة عامة على مفهوم الرعب والأكشن، وأنوّه بأن العمل من سيناريو الكاتب الكبير في عالم الدراما العراقية وهو «حامد المالكي» إنتاج محطة البغدادية تنفيذ شركة العرّاب وسيُعرض في رمضان القادم.
* تعقيباً على كلامك هل يوجد تقاطع بينه وبين عمل الكاتب عدنان عودة أنا وصدام؟
** رغم تشابه موضوعات الدراما العراقية إلا أنني أؤكد بأنه لا يوجد أي تقاطع بينه وبيني أنا وصدام رغم أنني لا أعرف مفاصل العمل لكن «أبو طُبر» شخصية حقيقية عانى منها المجتمع البغدادي سنة كاملة وأثار الرعب بين كل الناس.
* كيف اخترتَ الممثلين العراقيين في عمل «أبو طبر»؟
** كوني اشتغلت تجربة سابقة في عمل الشيخة وهو عمل سوري - عراقي تعرفت من خلاله إلى عدد منهم، وتابعتُ بعض الأعمال العراقية فكونت فكرة عنهم يعني بالنسبة لي المسألة ليست صعبة إذ عملت سابقاً في السعودية وليبيا والجزائر.
التعديل يكون صائباً
* قلتَ إنك تعدّل بالنص هل خلق هذا إشكاليات مع الكاتب؟
** لم يسبق لي أن اختلفت مع كاتب حتى لو حدث خلاف ما فتعود العلاقات الشخصية بعد فترة ويدركون أن التعديل كان صائباً ولمصلحة العمل. أغلب أعمال المخرج الكبير هشام شربتجي كوميدية..
فماذا استفدت منها لاسيما أن أعمالك تميل نحو الاجتماعية أو السير الذاتية؟
** العمل الكوميدي ليس سهلاً على الإطلاق يتطلب وعياً وفهماً دقيقاً وسرعة بديهة عالية جداً وإيقاعاً إخراجياً خاصاً، وكل الأعمال تحتاج إلى هذه السمات لإنجاح العمل.
لا أحد يلغي الآخر
* من جانب آخر قمتَ بالاشتراك مع المخرج سامر برقاوي بإخراج أول عمل سوري «سوب - أوبرا» فما تعليقك عليه وبرأيك هل سينافس الدراما التركية؟
** السوب أوبرا نوع خاص وجديد على درامانا إلا أنه معروف في أغلب الدول العالمية ويقوم على اشتراك عدة خطوط درامية في آن واحد، والتركيز على حكايا عدد كبير من الشخصيات تقتحم العمل وتخرج، أي لا يعني استمرار الشخصية من بداية العمل إلى نهايته ويتطلب هذا النوع إيقاعاً خارجياً خاصاً لاسيما في سرعة الكاميرا بالتنقل بين المشاهد القصيرة والحوارات الصغيرة وحرية الكاميرا، في رصد فواصل إخراجية متنوعة وكما نشاهد مطلوب رجال يحكي عن مجموعة شخصيات من جنسيات مختلفة تعيش في دبي تناقش بمساحة كبيرة من الحرية معاناتها، ويتطرق إلى قضايا اجتماعية شائكة تعالج درامياً على المدى الطويل وتعتمد على مبدأ البطولة الجماعية. العمل يعرض حالياً في عدة محطات الإشراف العام للمخرج حاتم علي، طبعاً يوجد تشابه بينها وبين الأعمال التركية من حيث تشعب الأحداث وكثرة الشخصيات وحرية الكاميرا، ولكن ما المقصود بمنافسة الدراما التركية هل نعني بذلك إلغاء الآخر أو إقصاءَه، أنا لستُ مع هذا المبدأ فلا أحد يلغي الآخر، وتوجد محطات كثيرة وهناك متسع للجميع، وهذا الحديث يقود إلى الحديث عن التنافس بين الدراما المصرية والسورية، نحن لا ننكر وجودها وتاريخها الطويل وأؤكد بأن في الدراما المصرية تقاليد وأعرافاً غير موجودة في الدراما السورية.
تقزيم مفهوم الإخراج
* تعقيباً على كلامك ماذا تقصد بالأعراف والتقاليد هل هي الشراكة الفنية؟
** الشراكة الفنية متعارف عليها في كل دول العالم وهي مشروعة لاسيما إذا كانت ناجحة أقصد بالأعراف والتقاليد أننا لا نلتزم بحرفية الإخراج مثلاً الفني ينتظر سنتين ثم ينتقل إلى الإخراج، أنا لاأعترض على أحد وأنا مع أية موهبة ومع أن يأخذ الشباب دورهم، لكن بأصول مشروعة بأن يأتي إلى هذا المكان من يستحق هذا الموقع ويشغله بإمكاناته وموهبته، وذائقته الفنية فليس أي شخص يحرك الكاميرا ويُقطّع المشهد ويقول (خمسة -أربعة....) يصبح مخرجاً، أتمنى ألا يتقزم مفهوم الإخراج ويبقى ضمن رؤيته وعالمه الصحيح والمبدع، وهذا ينسحب على كل المهن الأخرى والخوف بعد أن اختلطت الأمور هل سيستمر نجاح الدراما السورية.
المؤسسة العامة للإنتاج تحمي الدراما
* ألا ترى أن وجود المؤسسة العامة للإنتاج قادرة على حماية الدراما السورية؟
** نحن بحاجة إلى هذه المؤسسة التي تتبنى أعمالاً وتنتج ووجودها غدا ضرورة ملحة للحفاظ على نجاح الدراما السورية هذه المؤسسة محتضنة من قِبل الدولة وتلقى الدعم من الفنانين، وأعتقد بأنها ستقدم أعمالاً تليق بالدراما السورية وتحفظ الدراما من الانزلاق، ومزاجية المنتجين. أتمنى أن تشعرنا هذه المؤسسة بالأمان لأنني في النهاية مثل غيري أريد أن أعيش.
هل هي معادلة متوازنة؟
* ساهمت الدراما السورية بأعمال عربية مشتركة وأعمال سورية خليجية أو عراقية أو أردنية.. برأيك ماذا أكسبها هذا التلاحم؟
** بالتأكيد الفن وحّد العرب والتعامل الدرامي والفني زاد من أواصر العلاقات العربية وخلق حراكاً قوياً ونوعياً وأقصد حركة التشغيل بمختلف فعاليات الدراما بكل أطياقها وأشكالها ومهنها... لكن المشكلة أن أغلب الأعمال تُنتج برؤوس أموال خارجية - وتحديداً - خليجية، وتكون الأعمال مصنعة لمصلحة محطة ما وتناسب فكروياً رؤية المنتج المنفذ والجهة الإنتاجية التابع لها وبالتالي نحن نخسر العميق من الدراما السورية ونكسب تصنيع الدراما السورية والسؤال تُرى هل المعادلة متوازنة؟
* من خلال أعمالك نلمح التنوع فهل أنت ضد التخصص؟
** التخصص برأيي يكون وفق مزاجية المخرج وميوله ورؤيته الفنية ربما إذا تم الالتزام بتصنيفات الأعمال مثل اجتماعي - بوليسي - أعمال الرعب والأكشن - كوميدي كان من الممكن أن يختار المخرج المجال الذي يجد نفسه به أكثر على سبيل الذكر بعض المخرجين وجدوا أنفسهم بمجال البيئة وأجادوه وتخصصوا به، لكن برأيي إن التنوع يغني عوالم المخرج ويزيد خبرته.
الفيلم التلفزيوني... يبقى ضمن المعطيات
* مارأيك بتجربة الفيلم التلفزيوني؟
** بالنسبة لي لا أفكر بهذا المجال رغم أن هناك تجارب قُدمت كانت جيدة وامتلكت جماليات بصرية وشُحنت برؤية عميقة توازي جماليات السينما وحفلت بتقنيات حديثة واستخدمت مفردات سينمائية لكن برأيي إن مشروع السينما مختلف عن الفن التلفزيوني الذي يبقى ضمن امكانياته ومعطياته.
يوجد استسهال في الدراما
* هل ستحافظ دراما 2011 على نجاحها ؟؟
** يُصوَّر حالياً عددمن الأعمال الجديدة من مختلف المجالات أتمنى أن تلقى صدىً لدى المشاهدين، مشكلتنا الأساسية أننا اتكأنا على النجاح الذي حققته الدراما السورية منذ عام 2000 وصار هناك نوع من الاستسهال بالعمل نحن الآن بحاجة إلى تكاتف الجهود لمتابعة نجاح الدراما السورية مساحة للذات صدقاً العمل التلفزيوني يستهلك كل الوقت وتبقى مساحة قليلة جداً أمضيها مابين القراءة ومتابعة الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية. الهواية المميزة عندي والأقرب إلى ذاتي هي في الاستماع إلى الموسيقا التقليدية و لا أقصد بذلك أنني أميل نحو الموسيقا القديمة والطرب الأصيل فقط فأنا أتابع الاتجاهات الحديثة وأميل نحو الغريب منها والخاص جداً..
مِلده شويكاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق