الأحد، 21 أغسطس 2011

ابو طبر ارهابي منقرض


بقلم: علي الزاغيني - (صوت العراق) - 21-08-2011
 ali_aa310@yahoo.com

لازال الحديث عن ابو طبر وجرائمه محور النقاشات والجدل مستمربين من عاصر زمنه و بين من وصلت اليه سيرته الاجرامية عن جرائمه واسبابها وحقيقته والقلق الكبير الذي عانى منه ابناء شعبنا في تلك الفترة من سبعينيات القرن الماضي . تبيانت الاراء حول حقيقة ابو طبر
 ومن يقف ورائه يقدم له الدعم اللازم من اجل اتمام عملياته الاجرامية واليوم تطل علينا قناة البغدادية بمسلسل يجسد هذه الشخصية وتاريخ ابو طبر الاجرامي واعادة تلك الصورة من الخوف والجزع التي انتابت ابناء الشعب العراقي خلال تلك الفترة من تاريخه وربما تكون الفترة الزمنية الحالية امتدادا لارهاب ابو طبر مع اختلاف في ديناميكية اسلوب القتل والهدف منه بشكل لايقبل الشك باسلوب ادق واكبر وبحصاد اكبر ما يمكن من الارواح البرئية . من الحقائق التي يجب ان لا نغفل عنها ان وراء كل مجرم او ارهابي جهة تدعمه وتحميه مهما كان حجم هذه الجهة ومدى ارتباطها بالاجهزة الامنية او اجندة خارجية تقدم الدعم اللازم لتنفيذ مخططاتها الاجرامية , ومجرم خطير مثل ابو طبر لايمكنه ان يتحرك لوحده ويتمكن من قيامه بهذه الجرائم دون اي دعم او مساندة ومعلومات عن الضحايا التي يتم التخلص منها وقد تكون ورائها دوافع عديدة منها نشر الخوف والرعب في مدن العراق وتدريبهم على خطر قادم اكبر بعد استلام الجلاوزة للسلطة او القضاء على بعض الشخصيات . لا فرق بين ابو طبر ومن يقف ورائه والجماعات الارهابية اليوم فالهدف القتل والذبح وبث روح الرعب مهما كانت اداة الجريمة التي يستخدمها المجرمون التي تحولت من الطبر ووسائل قتل بسيطة الى وسائل اكثر تطورا واجراما ابتداءا من السكين والدريل واسلحة كاتمة للصوت وتنتهي بالمفخخات والعبوات اللاصقة . ربما كان ابو طبر يعمل سرا لصالح جهة امنية او خارجية ولكن اليوم الزمر الارهابية تعمل بكل حرية وتنفذ جرائمها بوضح النهار دون خوف فمنظمات حقوق الانسان وغيرها تنظم لهم السلامة وكل متطلبات الترفيه داخل السجون وهناك من يدافع عنهم ويدعي ببرائتهم. قد يكون ابو طبر مريض نفسيا حسب مانشرت التقارير وربما انه تعرض لعوامل نفسية واجتماعية جعلت منه مجرما يقتل بلا رحمة ولا شفقة على عكس ارهابيي اليوم فدوافعهم تتعدى ذلك فالهدف منه طائفي وسياسي ومحاولة فرض ارادة البعض بقوة السلاح . ان عرض هذا المسلسل من قبل قناة البغدادية في شهر رمضان غير موفق وان المواطنين بحاجة الى الراحة من منظر الدماء وسلسلة الرعب والخوف التي لاتنتهي , ان المسلسل ينجح ويجذب المشاهدين مهما وقت عرضه . لقد تم انتاج هذا المسلسل خارج العراق وكان من المفترض ان يكون انتاجه داخل ارض الوطن وفي مواقع الاحداث ليضيف اليه شئ من الواقعية لهذا المسلسل الذي يمثل حقبة من تاريخ العراق . انقرض ابو طبر واكل عليه الزمن وشرب ولكن كم ابو طبر لا يزال يطارد ضحاياه كل يوم لارضاء ضمائر الغير وجعل العراق ملاذا للارهاب.


علي الزاغيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...