الأربعاء، 24 أغسطس 2011

الهروب المستحيل..رسالة ضد الغربة والحصار والغش

نقلا عن مجلة الشبكة العراقية



ضمن  خطة شاملة وواسعة  تبنتها شبكة الاعلام العراقي لانتاج اعمال درامية ذات افاق كبيرة سواء على صعيد الشكل أم المضمون فضلاً عن التعامل مع كبريات شركات الانتاج العراقية المعروفة وكبار المخرجين والكتاب والممثلين العراقيين.. جاء المسلسل الدرامي الكبير (الهروب المستحيل) للكاتب حامد المالكي ومن اخراج عزام صالح وتمثيل نخبة من نجوم الدراما العراقية من بينهم، (اسيا كمال وهيثم عبد الرزاق  وباسل الشبيب وفارس عجام وميلاد سري وامال ياسين وعدنان الحداد وحافظ لعيبي واسماء صفاء ورزاق حيدر وشيماء جعفر وسولاف جليل وشهرزاد شاكر) وغيرهم.. في حين تولى مهمة مدير الانتاج نجيب عبد الكريم وادارة التصوير سديد عبد المجيد والادارة الفنية ضرغام عبد الواحد ومخرج منفذ محمد كمر ومساعد مخرج شهرزاد شاكر والمصور محمد رعد ومنفذ اضاءة ابراهيم طلال وبكر جمال ومساعد مصور لؤي رحومي وادارة فنية ايهاب الهجر وحسين عبد الامير ومساعد مدير الانتاج عبد الامير صالح وماكيير نادية صبري..

مجلة «الشبكة العراقية» كانت  لها جولة في بعض مواقع تصوير هذا المسلسل الذي يقع في ثلاثين حلقة فكانت محطتنا الاولى مع مخرج المسلسل الفنان عزام صالح الذي سبق له ان تعاون مع  الفضائية العراقية في اخراج مسلسل (عائلة في زمن العولمة) الذي شهد نجاحاً كبيراً فضلا عن مسلسل (خاص جداً) ومسلسل (شوف على المكشوف).. فتحدث عن المسلسل قائلا: الهروب المستحيل أو(زمن الضياع) مسلسل اجتماعي سياسي، يتحدث عن الزمن الذي ضاع فيه العراق والعراقيون.. وعن الغربة والحصار والغش وعن استلاب الشخصية العراقية برغم حميمية المحلة والالفة والجيرة... كما يتعرض المسلسل الى دمار الحروب  التي عاشها العراق، والعمل  يلم بكل تفاصيل معاناة الشعب العراقي ايام الحصار الذي فرض على العراق إبان حرب الخليج الثانية، وهو رسالة في ذات الوقت ضد الدكتاتورية وضد الاستلاب وضد التهجير القسري...
وعن كيفية توظيف  رؤاه ومعالجته الاخراجية في صياغة هذه الدراما الاجتماعية بالسياسة قال صالح: انا اجد نفسي إحدى شخصيات هذا العمل وشاهداً على عصره وزمنه وملماً بكل التفاصيل الواقعية لتلك الفترة، وعليه كانت حركة الممثل وحركة الكاميرا في بيوت كان يملأها الاسى والفقر والحرمان ما زالت اثارها باقية في دواخلنا، ولعلنا من خلال النظرة الواقعية التي نعمل بها نزيح بعضاً مما ألم بنا جميعاً...
وعن اذا كان  هذا العمل  قد تميزعن باقي اعماله الدرامية شكلاً ومضموناً اجاب المخرج: الذي يميز هذا العمل هو وجود مواقع اوروبية واسيوية في شمالي العراق وقد حاولت دراسة ما يحدث للعراق باستفاضة خارج الوطن وحجم ونوعية معاناته.. كما درست بيئة الدول التي يذهب لها العراقي من طبيعة وعادات وتقاليد فضلا عن حركة المجتمع وسياسته...
محطتنا التالية مع الفنانة اسيا كمال التي تحدثت عن دورها: اجسد شخصية (خلود) وهي أم لولد وبنت وزوجة لرجل يحمل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع لها تطلعات في السفر الى اوروبا  عكس زوجها الذي يضطر للانصياع للهجرة وتتعرض العائلة الى التقاطع بين التقاليد الشرقية والغربية فتضطر للعودة الى ارض الوطن ولكنها تتعرض لمصير اسوأ وهكذا تتوالى الاحداث...
واضافت الفنانة: ان التعامل مع قناة العراقية جيد وأنا سعيدة لفسح المجال للانتاج الدرامي كميا والذي نأمل ان يكون بمستوى نوعي عال وكان المستوى الانتاجي جيداً، وقد احببت العمل مع المخرج عزام صالح لانه متمكن من ادواته وله عين اخراجية جميلة وانا سعيدة باشتراكي مع هذا الكادر والممثلين والانتاج..
من جانبه يرى  الفنان هيثم عبد الرزاق الذي يلعب شخصية عالم الاجتماع الذي غادر العراق مضطراً ايام الحصار مع افراد عائلته، ان عودة  الفضائية العراقية لانتاج الدراما تمثل خطوة مهمة ونتمنى ان تتوسع لانتاج اكبر عدد ممكن من هذه الاعمال لان العراق يريد ان يرى نفسه ومصيره وحياته من خلال الدراما العراقية وأن تضع نفسها امام مهمة بناء الانسان ولايتم ذلك الا بضخ مجموعة كبيرة من الاعمال الدرامية.. 
في حين  يرى الفنان  فارس عجام أحد ابطال المسلسل ان العمل التفاتة ذكية  من قبل المؤلف والمخرج وقناة العراقية لتسليط الضوء بشكل درامي رائع على معاناة شرائح من المجتمع العراقي تميزت بتعبها ومحروميتها وصبرها عبر كل انواع المتغيرات التي مرت على العراقيين، واضاف: ان المخرج كما عهدته في عدة اعمال سابقة لايتعب من البحث والاكتشاف فنراه حيوياً ونشطاً والعمل معه يدعو للتفاؤل فضلاً عن توفير الانتاج لكل مستلزمات العمل، ناهيك عن شعورنا بأهمية العمل مع قناتنا (العراقية) التي دأبت منذ البداية على احتضان الدراما العراقية والفنان العراقي..
الفنانة سولاف  تحدثت عن دورها  في هذا العمل فقالت: امثل شخصية فتاة مراهقة عاشت التقاليد الشرقية واصطدمت بالتقاليد الهولندية التي حاولت التأقلم معها على الضد من ارادة العائلة التي تعود للعراق لتلقى مصيراً واحداثاً لم تكن في الحسبان.. سولاف عبرت عن سعادتها في العمل مع المخرج عزام صالح الذي سبق أن عملت معه في مسلسل (عائلة في زمن العولمة) فهو يعطي الممثل حقه ومساحة من الاداء المرن والجيد.. مؤكدة ان خطوة  الفضائية العراقية في انتاج هكذا اعمال هو توطين للدراما العراقية لكي تعود الى الواجهة من جديد..
وتشاطرها الرأي زميلتها الفنانة شيماء جعفر مشيرة الى ان دورها هو تجسيد لمعاناة فتاة تعيش مع اخيها بعد تعرض بيت العائلة للقصف فلم يسلم منه أحد سواها واخوها محمد.. ويتعرضان لمواقف واحداث مشتركة يصمدان امامها بشجاعة وثبات وايمان.. مشيرة الى اهمية العمل مع قناة العراقية  التي وفرت للفنان فرصة التعبير عن هموم ومعاناة الانسان العراقي وفي العمل داخل العراق في اطار بيئة عراقية خالصة.. 
الى ذلك يصف الفنان عدنان الحداد مشاركته في هذا العمل بأنها اكثر من جيدة لاسيما وانه يعمل للمرة الاولى في عمل درامي من انتاج قناة العراقية وللمرة الثانية مع المخرج عزام صالح ويجسد فيه شخصية (غازي) صاحب محل خياطة أرمل ولديه بنت واحدة تنهي دراستها في الطب ولكنها تقع في حبال خطيب نصاب من تجار الحروب فيعاني كأب من الصراع مع خطيب ابنته هذا دفاعاً عن ابنته..
الفنانة شهرزاد شاكر التي تجسد احدى شخصيات المسلسل هي  في الوقت ذاته تمارس مهنة مساعد مخرج (راكور) وهي ليست المرة الاولى التي تمارس مثل هذه المهمة التي ترى انها قد استفادت من النجاح فيها كونها بالاساس ممثلة ولهذا فهي تتابع كل ما يحيط بالممثل من وقت دخوله موقع التصوير حتى الانتهاء منه وليس امام الكاميرا وانما خلفها ايضاًوتضيف احببت شخصية (أم ماهر) في المسلسل لانها تمثل انموذجاً لمعاناة الكثير من الامهات العراقيات بسبب هجرة ابنائهن لعقود من الزمن..
 في جولتنا توقفنا ايضاً مع بعض العاملين في المسلسل ومنهم مديرا التصوير سديد عبد المجيد ومحمد رعد اللذان ابدعا في انجاز مهمة التصويروالاضاءة الامرالذي اشعر المخرج -كما اخبرنا- بأبداعهما وتمكنهما وحرفيتهما العالية نتيجة عملهما في العديد من الاعمال الدرامية السابقة ومعهما كانت الماكيير نادية صبري التي خاضت من قبل تجربة العمل في اكثر من فيلم وبرنامج ومسلسل تلفزيوني وهي في هذا المسلسل أدت واجبها بهدوء تحسد عليه الامر الذي جعلها محبوبة من الجميع.. 
انتقالتنا الاخيرة كانت مع مدير الانتاج نجيب عبد الكريم الذي أكد أن هذا المسلسل يتمثل بالتنوع غير المسبوق نظراً لكثرة المواقع التي تتطلبها احداثه ومحاوره الدرامية المتعددة كما صاغها بحس درامي عال الكاتب المبدع حامد المالكي حيث يجري التصوير في اكثر من ثلاثين موقعاً داخل بغداد وجميعها في بيوت وشوارع واماكن حقيقية فضلاً عن مواقع اخرى تعكس الاجواء والبيئة الاوروبية كهولندا  يتم تصويرها قريبا في شمالي الوطن وبالذات السليمانية لوجود اماكن تكاد تكون مشابهة الى حد كبير حسب رؤية وقناعة المخرج.. واضاف ان جميع مستلزمات الانتاج تمت تهيئتها فضلاً عن نوعية ومستوى الكوادر الفنية والانتاجية واجهزة التصوير والاضاءة التي استطاعت أن تلبي جميع حاجات ومتطلبات العمل الذي نتمنى ان نوفق في النجاح فيه ليكون واحداً من ابرز وانجح الاعمال الدرامية لقناة العراقية والشركة المنفذة.. 
اميرة محسن                                                                                                 
                                                                                                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...