السبت، 20 أغسطس 2011

دراما رمضان.. مواجهة الواقع أو الهرب منه بالسخرية


نقلا عن صحيفة الصباح الجديد البغدادية

 2011-08-08

الدراما العراقيّة في رمضان هذا العام، كانت اتجاهاتها متباينة وفق مساعي منتجيها للفت أنظارالمشاهد، ولعلّ مدار ذلك انحصر في خمس قنوات فضائيّة محليّة، ألا وهي: العراقيّة، السومريّة، الشرقيّة، البغداديّة، الرشيد، وذلك في موسمها الذي انطلق قبل أيام.

بين اتجاه يرى في عودة الدراما الى الماضي، رسالة الى سياسيّي الحاضر كي لايعيدوا استنساخ الأخطاء القديمة، وآخر ينظر الى أنّ التطرق الى الراهن العراقيّ هو المهمّة الأكثر نبلاً، في حين يجد الإتجاه الثالث انّ الكوميديا وبرامج التسلية يمكنها أن تُنسي العراقيّ يومياته القاسية التي لن تأتي منتجتها دراميّاً إلا بمزيد من الأحزان.

قناة العراقيّة «شبه الرسميّة» التي لم تجتذب نسبة مشاهدة عالية خلال المواسم الرمضانيّة السابقة، تدخل هذا العام بأربعة مسلسلات، ثلاثة اجتماعيّة جادّة هي:»غربة وطن»، «الهروب المستحيل»، «سنوات تحت الرماد»، وواحد كوميدي:»ابن نعناعة».

فمسلسل «الهروب المستحيل» مثلاً كتبه السينارست حامد المالكي وأخرجه عزام صالح، يجمع فيه نخبة من نجوم الفنّ العراقيّ، سامي قفطان، آسيا كمال، د.هيثم عبدالرزاق، سمر محمد، ميلاد سري، أسماء صفاء، وفارس عجام. ويعالج هذا العمل فترة التسعينات وهروب أصحاب الشهادات والكفاءات الى أوربا وضياع الأسر العراقيّة هناك ومشاكل المراهقات والمراهقين العراقيّين، اذ يتطرّق «الهروب المستحيل»، وربّما لأوّل مرّة عربيّاً الى موضوعة تشكيل الأفغان العرب في أفغانستان.

قناة السومريّة وبحسب مديرها جاسم اللامي «دخلت السباق الرمضانيّ هذا العام بمسلسلين،يقول عنهما:» الأوّل هو «طائر الجنوب» نص باسل شبيب واخراج علي أبو سيف، يستعرض بأسلوب سينمائيّ ملحميّ، قضية مرّت بها إحدى القرى العراقيّة الجنوبيّة المتاخمة لجبهات القتال. فيعرض العمل مشكلة إجتماعيّة متمثلة بالحبّ والإنتماء، بعيداً عن السياسة، إلا لبعض شخوص المسلسل الذين استغلوا وضعهم الوظيفيّ لأغراضهم الخاصّة بالبطش والمساومة، في حين تدور قصّة مسلسل «عائلة سبايكي» الكوميدي الساخر حول عائلة مكونة من ثلاثة أولاد وفتاة وزوجة مريضة وأب في الستين من العمر ينحدر من أصول ريفيّة، لديه مطعم، يعاني من زوجته ومن صعوبة متابعة أولاده، يشعر بالغيرة من ابنه الذي يتمنّى أن يصبح مطرباً وهو يقلـّد الموضات الحديثة من قصات الشعر.

اما قناة الشرقيّة فضمّ انتاجها الرمضانيّ الحالي أعمالاً مثل (فلوس بووك) الذي يتناول التظاهرات بإسلوب ساخر، و(فاتنة بغداد) عن حياة الفنـّانة العراقيّة عفيفة اسكندر، في حين يبدو ان مسلسلها (الباب الشرقي) هو الأكثر متابعة ومشاهدة من بين انتاج موسمها، وذلك بفعل الموضوعة المثيرة التي يتناولها العمل، ألا وهي تظاهرات شباب العراق منذ يوم 25 شباط وماتلاها من تضييق وانتهاكات، لكنّ من تابع الفواصل الإعلانيّة الخاصّة به أو حتّى طالع صفحة العمل على «الفايس بوك»، يمكنه أن يقف متسائلاً عن اصرار المخرج باسم قهار على أن يضع العلم العراقيّ القديم في أيدي متظاهري ساحة التحرير، وهذا خلاف الواقع، اذ اتفقت التجمّعات الشبابيّة في حينها على رفع العلم الجديد؛ لانّ جلـّهم ممّن يرفض الحقبة الماضية جملة وتفصيلاً، واتفقوا على رفض من يحتجّ بأدوات قديمة. وهنا ربّما تؤثر هذه النقطة بالذات على شعبية المسلسل داخل العراق.

ويُتوقع أن تأتي الأعمال الدراميّة لقناة البغدادية لتسجـّل جرأة أكبر تحسب لها، وهي تدخل بخمسة مسلسلات، وهي (أيوب) الذي يتحدّث عن مرحلة سقوط نظام صدام وتشكيل مجلس الحكم، في اشارة رمزيّة من خلال شخصية «أيوب» الى الإنسان العراقيّ الذي يعاني في كلّ الأزمان، بينما يبحث (طيور فوق أشرعة الجحيم) في قضية عراقيّة وعربيّة أيضاً، متمثلة بعصابات سرقة الاطفال، حيث استغلال عوز بعض العائلات المشرّدة بفعل الحروب، ومن ثمّ تهريبهم الى دول مجاورة، والعمل كتبه نصّه عباس علي وأخرجه فهد ميري.

أعمال أخرى تقع في اطار الدراما الإجتماعيّة منها (وكر الذيب) عن معاناة فئة من الناس تسكن الريف، و(أبو طبر) عن حياة السفاح العراقيّ المعروف في سبعينات القرن الماضي، وعمل كوميدي واحد هو (قيس وليلى)».

وعلى مايبدو فانّ مسلسل (أبو طبر) الذي ستعرضه قناة البغداديّة سيكون هو الآخر مثيراً، لجهة السجال الدائر بشأنه هذه الأيّام والذي تتوضح معه بعض اتجاهات الفضائيات العراقيّة، كما انّ عائلة (أبو طبر) رفعت دعوى قضائيّة ضد المسلسل نفسه في احدى المحاكم العراقيّة؛ كونهم يعتقدون انّ القصّة كاذبة وانّ ابنهم ضحية مؤامرة كبيرة في حينها، ناهيك عن اللغط الحاصل بانّ جرائم أبو طبر هل هي سياسيّة أم جنائيّة؟ ويتصورون انّ المسلسل سيقدّمها على انّها سياسيّة.

قناة الرشيد تواصل منهجها في الابتعاد عن الدراما الإجتماعيّة صوب الأعمال الترفيهيّة، اذ انّها ستقدم الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي(عزوز وتمارة)، مع تقديم فوازير عراقيّة، هي (ألف ليلة وليلة)، في حين ستعرض «الرشيد»، وبحسب مدير البرامج والإنتاج فيها مشتاق المعموري، مسلسلاً -ملحمة بدويّة- هو (دموع القمر)».









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...