الاثنين، 29 أغسطس 2011

تحية إلى حامد المالكي

نقلا عن موقع الرافدين
الاثنين, 29 أغسطس 2011 09:19
منذر عبد الحر 
رغم كل الملاحظات التي قد تقدّم حول المسلس العراقي الناجح " أبو طبر " الذي مازال يعرض على شاشة القناة البغدادية , ورغم كل الأخطاء التي وردت في هذا العمل الدرامي الجريء , إلا أنه يبقى في ذاكرة المشاهد العراقي , ويحسب ضمن الأعمال الدرامية العراقية المتقدمة لأنه رصد ظاهرة عرفت في الشاعرع العراقي مطلع سبيعينيات القرن الماضي , واقترنت بالغموض والالتباس وغرابة شخصية "أبو طبر" الذي انطلق من مشاكل وعقد نفسية وفلسفة خاصة لتنفيذ جرائمه البشعة التي زرعت الرعب في المجتمع آنذاك وخلقت جوّا من التوتر الذي أقلق السلطة الحاكمة وأجهزتها المتنوعة.


 






لقد عالج السينارست المبدع حامد المالكي هذه الموضوعة بحرفيّة عالية وتمكّن مبدع وهو يسير بالشخصية , وعلى خلاف كل الأعمال التي اعتمدت الجريمة ,. حيث يتم القبض على المجرم في الحلقة الأخيرة كي ينهي الأحداث بإجابة واضحة تتضمن هدف العمل وموقف الكاتب والمخرج من خلال النهاية المتوقعة , والتي لا تريد أن تفتح بابا للتأويلات البعيدة عن محدودية الهدف الفكري والاعلامي والفني أيضا . لقد وضع الكاتب حامد المالكي حلقات مسلسله في كفّتين متوازيين من بناء الحدث , وهاتان الكفتان تضمنتا مرحلتين هما مرحلة ارتكاب الجرائم والخوف والهلع والارتباك الأمني الذي ساد الشارع العراقي , والمرحلة الثانية تبدأ من لحظة القبض على "أبو طبر" وسرد حياته ومسلسل جرائمه , ولا أخفي هنا أنني حين تم القبض على المجرم في الحلقات الوسطى للمسلسل , قلت ُ مع نفسي , كيف يحدث ذلك , فما الذي يقدمونه في الحلقات التالية , لكن تساؤلي وحيرتي انطفآ بعد أن أخذت الأحداث مسار آخر تجلّت فيه القدرة الحرفية المبدعة للمؤلف حامد المالكي , الذي أوجّه له هنا تحية خاصة وأتمنى له مواصلة العمل والعطاء المتميز  وهو يقدّم للدراما العراقية أعمالا راقية مهمة تتصاعد وتيرة إبداعها وألقها من عمل إلى عمل آخر.إن مسلسل " أبو طبر" المثير للجدل , في رصده للحدث , وفي طبيعة أداء شخوصه , وفي مفردات إخراجه , مسلسل جاء بلون جديد على الدراما العراقية وحاكى واقعة مازالت أصداؤها تتردد في ذاكرة جيل كامل , ومازلنا نتذكر بعض التفاصيل التي غابت عن ذهن المخرج في هذا العمل , ومن أهمها الشكل الخارجي للمجرم , وكذلك اسمه فهو على ما أظن ليس "حاتم جواد" بل "حاتم كاظم " وكانت هناك صلعة في مقدمة رأسه تمتد حتى منتصف الرأس , ولا أدري كيف ظل حليق اللحية طيلة أيام سجنه , وكأنه يحلق في اليوم أكثر من مرة , وهذا الأمر لا يحدث مع سجين خطير مكبّل اليدين , وهناك كذلك بعض الاكسسوارات والملابس بعيدة عن زمن حدوثها , وأظن لو استعان المخرج وسأل بعض العارفين بهذه الأشياء لتكامل العمل وجاء بأبهى صورة , ولا يفوتني هنا أن أحيي الممثل القدير كاظم القريشي وزملاءه الذين قدموا واحدا من أهم وأجمل الأعمال الدرامية في العراق , وكل عام ومبدعونا بتألق متواصل.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  (حين وقفت الحرب) كنت ألعب البليارد في محل ماجد النجار في منطقتي القديمة، حي الأمانة، وكنت لاعبا قويا، ولكن مثل الحياة، حتى اللاعب القوي في...