نقلا عن صحيفة الصباح البغدادية في 23/08/2011
الأحداث المروعة التي افرزتها مشاهد المسلسل الرمضاني المثير "ابو طبر" استفزت ذاكرة الكثير من الناس الذين عاشوا تلك اللحظات المرعبة في سبعينيات ذلك القرن المنصرم، ورغم كل ماقيل عن ذلك القاتل المبهم الذي يطيح بأرواح الناس بلا هوادة او شفقة، ولم يسلم من "طبره الحاد" حتى رؤوس الاطفال الحالمة بالحياة والأمل، الا انه ظل كابوسا طاغيا على اجواء تلك المرحلة، ولم تبرح هذه اللعنة بعد، جميع من شهد تلك الأيام الملوثة بالجريمة والمغمسة بالدم والذعر.
الفنان المبدع كاظم القريشي الذي جسد القاتل "ابو طبر" لم يتوان في الغوص بماهية الشخصية المخيفة، التي كتبها المبدع حامد المالكي، وظل يستقصي شهوة القتل عند "ابو طبر" حتى تلبسها وأعاد الى الأذهان تلك الحقبة بحرفية عالية، القريشي يقول انه زرع الخوف والذعر بين اوساط الجميع لاسيما الاطفال منهم، بل طال الخوف حتى ابنته الصغيرة التي تجهش بالبكاء حينما تتذكر المشهد الدموي لأبيها الفنان – القاتل .
ويضيف كاظم القريشي ان جيرانه اخذوا يطلقون على بيته اسم "بيت ابو طبر" ويرتعد الاطفال خوفا منه عندما يمر امامهم في المنطقة .
الحاج ابو محمد( 75)عاما رجع بذاكرته المتقدة الى ذلك الزمن حينما تذكر ايام "ابو طبر" التي سرقت النوم من عيون اهالي بغداد ويقول: كانت ايام ابو طبر من اسوأ الايام التي خيمت بسوادهاعلى بغداد، وأتذكر جيدا اننا وضعنا جداول للخفارة حتى الصباح الباكر بين رجال وفتيان المنطقة، لحراسة ارواح العوائل المذعورة من كابوس "ابو طبر".
ويسترسل الحاج في تذكر نزوح العوائل العراقية من المناطق التي كانت مسرحا لجرائم"ابو طبر" الى اقاربها خارج بغداد، بل وان العوائل عزفت عن النوم على اسطح منازلها بسبب غدر القاتل "ابو طبر" وكانت معظم عوائل بغداد تفضل النوم على اسطح المنازل وهو من الطقوس الصيفية الجميلة التي حرمهم منها المشؤوم "ابو طبر" .
السيد عبد الحميد فوزي( 60) عاما لاينسى حادثة كوميدية قد لايصدقها العقل عندما داهم افراد الشرطة في منطقة مدينة الحرية، بيت رجل مسن كان يمتهن بيع انواع السكاكين والفؤوس ظنا منهم انهم وجدوا ضالتهم في الإمساك بالقاتل المجنون، لكنهم تبينوا براءة ذلك الرجل من دم المغدورين مثل براءة الذئب من دم يوسف .
الحادثة المروعة التي شهدها كاتب هذه السطور في مدرسة شهداء الجيش الإبتدائية في بغداد الجديدة، حينما لمح احد الطلبة المذعورين خيال "الفراشة" وهي تحمل على كتفها المكنسة التي بدت وكأنها "طبر" ما جعل ذلك الطالب ان يبث خبر مداهمة "ابو طبر" لمدرستنا الابتدائية التي ضجت بالصراخ والعويل وباتت في هرج ومرج، وكادت هذه الشائعة ان تودي بحياة الكثير من الطلاب الذين هرعوا الى باب المدرسة بأعداد ضخمة وحصل بينهم تدافع وصراخ، هربا من القاتل المزعوم .
حكاية للخوف لم تطوها السنون
بغداد- ضياء الاسدي
بغداد- ضياء الاسدي
الأحداث المروعة التي افرزتها مشاهد المسلسل الرمضاني المثير "ابو طبر" استفزت ذاكرة الكثير من الناس الذين عاشوا تلك اللحظات المرعبة في سبعينيات ذلك القرن المنصرم، ورغم كل ماقيل عن ذلك القاتل المبهم الذي يطيح بأرواح الناس بلا هوادة او شفقة، ولم يسلم من "طبره الحاد" حتى رؤوس الاطفال الحالمة بالحياة والأمل، الا انه ظل كابوسا طاغيا على اجواء تلك المرحلة، ولم تبرح هذه اللعنة بعد، جميع من شهد تلك الأيام الملوثة بالجريمة والمغمسة بالدم والذعر.
الفنان المبدع كاظم القريشي الذي جسد القاتل "ابو طبر" لم يتوان في الغوص بماهية الشخصية المخيفة، التي كتبها المبدع حامد المالكي، وظل يستقصي شهوة القتل عند "ابو طبر" حتى تلبسها وأعاد الى الأذهان تلك الحقبة بحرفية عالية، القريشي يقول انه زرع الخوف والذعر بين اوساط الجميع لاسيما الاطفال منهم، بل طال الخوف حتى ابنته الصغيرة التي تجهش بالبكاء حينما تتذكر المشهد الدموي لأبيها الفنان – القاتل .
ويضيف كاظم القريشي ان جيرانه اخذوا يطلقون على بيته اسم "بيت ابو طبر" ويرتعد الاطفال خوفا منه عندما يمر امامهم في المنطقة .
الحاج ابو محمد( 75)عاما رجع بذاكرته المتقدة الى ذلك الزمن حينما تذكر ايام "ابو طبر" التي سرقت النوم من عيون اهالي بغداد ويقول: كانت ايام ابو طبر من اسوأ الايام التي خيمت بسوادهاعلى بغداد، وأتذكر جيدا اننا وضعنا جداول للخفارة حتى الصباح الباكر بين رجال وفتيان المنطقة، لحراسة ارواح العوائل المذعورة من كابوس "ابو طبر".
ويسترسل الحاج في تذكر نزوح العوائل العراقية من المناطق التي كانت مسرحا لجرائم"ابو طبر" الى اقاربها خارج بغداد، بل وان العوائل عزفت عن النوم على اسطح منازلها بسبب غدر القاتل "ابو طبر" وكانت معظم عوائل بغداد تفضل النوم على اسطح المنازل وهو من الطقوس الصيفية الجميلة التي حرمهم منها المشؤوم "ابو طبر" .
السيد عبد الحميد فوزي( 60) عاما لاينسى حادثة كوميدية قد لايصدقها العقل عندما داهم افراد الشرطة في منطقة مدينة الحرية، بيت رجل مسن كان يمتهن بيع انواع السكاكين والفؤوس ظنا منهم انهم وجدوا ضالتهم في الإمساك بالقاتل المجنون، لكنهم تبينوا براءة ذلك الرجل من دم المغدورين مثل براءة الذئب من دم يوسف .
الحادثة المروعة التي شهدها كاتب هذه السطور في مدرسة شهداء الجيش الإبتدائية في بغداد الجديدة، حينما لمح احد الطلبة المذعورين خيال "الفراشة" وهي تحمل على كتفها المكنسة التي بدت وكأنها "طبر" ما جعل ذلك الطالب ان يبث خبر مداهمة "ابو طبر" لمدرستنا الابتدائية التي ضجت بالصراخ والعويل وباتت في هرج ومرج، وكادت هذه الشائعة ان تودي بحياة الكثير من الطلاب الذين هرعوا الى باب المدرسة بأعداد ضخمة وحصل بينهم تدافع وصراخ، هربا من القاتل المزعوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق